للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومما ينتظم في هذا السلك قول أبي الطيب المتنبي:

إذا ما ازددت من بعد التناهي ... فقد وقع انتقاصي في ازدياد١

أخذه ابن نباتة السعدي٢ فقال:

إذا كان نقصان الفتى من تمامه ... فكل صحيح في الأنام عليل

وكذلك ورد قول أبي العلاء بن سليمان في مرثية:

وما كلفة البدر المنير قديمة ... ولكنها في وجهه أثر اللطم٣

أخذه الشاعر المعروف بالقيسراني، فقال:

وأهوى التي أهوى لها البدر ساجدا ... ألست ترى في وجهه أثر الترب

وكذلك قول ابن الرومي:

إذا شنئت عين امرئ شيب نفسه ... فعين سواه بالشاءة أجدر


١ من مدحة لعلي بن إبراهيم التنوخي "الديوان ٢/ ٩١" والنص في الديوان:
إذا ما ازددت من بعد التناهي ... فقد وقع انتقاصي في ازديادي
يريد أنه إذا بلغ الشباب نهايته فزيادة العمر بعد ذلك زيادة في النقصان، لما يترتب على هذا من ضعف الشيخوخة، كما قال عبد الله بن طاهر:
إذا ما زاد عمرك كان نقصا ... ونقصان الحياة مع التمام
وكما قال آخر:
إذا اتسق الهلال وصار بدرا ... تبينت المحاق من الهلال
٢ تقدم التعريف به، والاسم يروى بضم النون وبفتحها وهو أبو نصر عبد العزيز محمد بن نباتة السعدي التميمي أحد فحول الشعراء. توفي سنة ٤٠٥ في بغداد.
٣ من قصيدته في رثاء أبي إبراهيم العلوي "سقط الزند ١/ ٢٩٢" وفي الديوان "اللطم" يريد أن الكلفة التي ترى فيه ليست قديمة ولكنها من لطمه لما بلغه نعي المتوفى.

<<  <  ج: ص:  >  >>