وأخرجه أبو داود في الأشربة فقال: "٤/ ٨٠ حديث رقم ٣٦٧١": حدثنا مسدد، حدثنا يحيى، عن سفيان، حدثنا عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه: "أن رجلا من الأنصار دعاه". فلا أدري كيف قال المنذري: إنه مرسل في "سنن أبي داود"؟! وسفيان ممن روى عن عطاء قبل الاختلاط، فحديثه عنه صحيح، وعزاه المزي في "الأطراف" إلى النسائي في "الكبرى" [التفسير] ، من طريق: سفيان، عن عطاء، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ علي. وقال الجصاص في "أحكام القرآن": روى سفيان، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ علي قال: "دعا رجل من الأنصار قوما، فشربوا الخمر، فتقدم عبد الرحمن بن عوف لصلاة المغرب". "أحكام القرآن" "٢/ ٢٠١". فمن هذا نرى أن دعوى المباركفوري قد تبددت، ولم يبق منها إلا الاختلاف في المتقدم إلى الصلاة، هل هو علي أم عبد الرحمن بن عوف؟ والظاهر أنه هذا -والله أعلم- يرجع إلى اختلاط عطاء بن السائب. والحديث عزاه السيوطي في "الدر المنثور" بالإضافة إلى ما ذكرناه إلى: ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس والحاكم وصححه "٢/ ١٦٤" عند تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} . والحديث أخرجه: الحاكم في "مستدركه" "٢/ ٣٠٧" من حديث علي: "فتقدم رجل فَقَرَأَ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} "، وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقال: وفي هذا الحديث فائدة كثيرة وهي: أن الخوارج تنسب هذا السكر, وهذه القراءة إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب دون غيره، وقد برّأه الله منها، فإنه راوي الحديث. وقال الذهبي في "التلخيص": صحيح.