للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْخَمْرُ مِنَّا، وَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَقَدَّمُونِي فَقَرَأْتُ: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ وَنَحْنُ نَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ، قَالَ: فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ} [النساء: ٤٣] .


= وقال المباركفوري: وقد اختلف في إسناده ومتنه، فأما الاختلاف في إسناده؛ فرواه سفيان الثوري وأبو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السائب، فأرسلوه. وأما الاختلاف في متنه؛ ففي كتاب أبي داود والترمذي ما قدمناه، وفي كتاب أبي جعفر النحاس والنسائي أن المصلي بِهِمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وفي كتاب أبي بكر البزار: "أمروا رجلا فصلى بهم" ولم يسمه، وفي حديث غيره: "فتقدم بعض القوم". انتهى كلام المنذري.
وأخرجه أبو داود في الأشربة فقال: "٤/ ٨٠ حديث رقم ٣٦٧١": حدثنا مسدد، حدثنا يحيى، عن سفيان، حدثنا عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه: "أن رجلا من الأنصار دعاه". فلا أدري كيف قال المنذري: إنه مرسل في "سنن أبي داود"؟!
وسفيان ممن روى عن عطاء قبل الاختلاط، فحديثه عنه صحيح، وعزاه المزي في "الأطراف" إلى النسائي في "الكبرى" [التفسير] ، من طريق: سفيان، عن عطاء، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ علي.
وقال الجصاص في "أحكام القرآن": روى سفيان، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ علي قال: "دعا رجل من الأنصار قوما، فشربوا الخمر، فتقدم عبد الرحمن بن عوف لصلاة المغرب". "أحكام القرآن" "٢/ ٢٠١".
فمن هذا نرى أن دعوى المباركفوري قد تبددت، ولم يبق منها إلا الاختلاف في المتقدم إلى الصلاة، هل هو علي أم عبد الرحمن بن عوف؟ والظاهر أنه هذا -والله أعلم- يرجع إلى اختلاط عطاء بن السائب.
والحديث عزاه السيوطي في "الدر المنثور" بالإضافة إلى ما ذكرناه إلى: ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس والحاكم وصححه "٢/ ١٦٤" عند تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} .
والحديث أخرجه: الحاكم في "مستدركه" "٢/ ٣٠٧" من حديث علي: "فتقدم رجل فَقَرَأَ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} "، وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقال: وفي هذا الحديث فائدة كثيرة وهي: أن الخوارج تنسب هذا السكر, وهذه القراءة إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب دون غيره، وقد برّأه الله منها، فإنه راوي الحديث.
وقال الذهبي في "التلخيص": صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>