فإن بين مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ وسهيل بونا شاسعا، فقد توفي سهيل في حَيَاةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلم. والحديث ذكره الحافظ ابن حجر في "الإصابة" فقال في ترجمة سهيل ابن بيضاء "٢/ ٩٠": وروى ابن حبان في "صحيحه" من طريق يَزِيدُ بْنُ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بن إبراهيم التيمي، عن سعد بن الصلت -ويقال: سعيد بن الصلت- عن سهيل ابن بيضاء -من بني عبد الدار- قال: بينا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي سَفَرٍ، وسهيل ابن بيضاء رديف رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- على بعيره, إذ قال: "يا سهيل ابن بيضاء" ورفع صوته ... الحديث. وذكر ابن أبي حاتم عن أبيه أنه مرسل؛ لأن سعد بن الصلت لم يدرك سهيلا. وهذا هو المعتمد؛ لأن عائشة -رضي الله عنها- قالت: ما صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- على سهيل ابن بيضاء إلا في المسجد. أخرجه مسلم. فدل على أنه مات في حَيَاةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلم، وأرخ ابن سعد وفاته سنة تسع كما تقدم. وقال ابن منده: قد روي عن سعد بن الصلت، عن عبد الله بن أنيس، عن سهيل ابن بيضاء. قلت: هو كذلك عند البغوي، وأكثر من رواه لم يذكروا ابن أنيس، وهو عند أحمد من ثلاث طرق, عن يزيد بن الهاد ليس فيه عبد الله بن أنيس، ومنهم من لم يذكر سعد بن الصلت. ورواه بعضهم فأسقط محمد بن إبراهيم، وفي "الصحيح" من حديث أنس في الذي كان يسقيهم الفضيح، فلما نزل تحريم الخمر قالوا: "أرقها"، وعد فيهم في بعض الطرق سهيل ابن بيضاء. انتهى ما قاله الحافظ. قلت: والحديث قد أخرجه أحمد "٣/ ٤٦٦"، ثم قال بعد أن ذكره: ثنا هارون، ثنا ابن وهب, قال حيوة: حدثني يَزِيدُ بْنُ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بن إبراهيم، عن سعيد بن الصلت، عن سهيل ابن البيضاء -من بني عبد الدار- قال: بينما نحن في سفر مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- فذكر معناه. تنبيه: محمد بن الحارث هو: مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ, كما جاء موضحا عند أحمد.