قلت: انظر التنبيه المتقدم. وأخرجه أحمد "١/ ٤"، وابن جرير في "تفسيره" آية "٤٠" من سورة براءة "ج٩ ص١٣٦". وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" "ج٣ ص٢٤٢" بالإضافة إلى من ذكرنا, إلى ابن سعد، وابن أبي شيبة، وأبي عوانة، وابن حبان، وابن المنذر، وابن مردويه. وعزه أيضا السيوطي "ج٣ ص٢٤١" إلى ابن شاهين، وابن مردويه، وابن عساكر، من حديث حبشي بن جنادة نحوه. قوله: "الله ثالثهما": قال الحافظ في "الفتح" "ج٧ ص٢٥٩": معنى قوله: "الله ثالثهما" أي: معاونهما وناصرهما، وإلا فهو مع كل اثنين بعلمه، كما قال: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ} الآية. وقال النووي في "شرح مسلم" "١٥/ ١٤٩" معناه: ثالثهما بالنصر والمعونة والحفظ والتسديد، وهو داخل في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} . قلت: وأهل السنة والجماعة على أن "الرحمن استوى على عرشه في السماء". قال تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: ٥] . وقوله سبحانه: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الأعراف: ٥٤] . {هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ... } [الحديد: ٤] . وغير ذلك من الآيات. أما كون الله -سبحانه وتعالى- في السماء: قال تعالى: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ، أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ} [تبارك: ١٦, ١٧] . وقال سبحانه: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر: ١٠] . وقال عز وجل: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [النحل: ٥٠] . =