للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

............................................................................................


= هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه, أخذ من خطاياهم فطُرحت عليه, ثم طُرح في النار".
وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ، وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [الأنفال] .
وقال سبحانه: {وَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ، الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ} [الماعون] .
فهذه نصوص تحتاج إلى وقفة للجمع بينها وبين ما تقدم، وكذلك غيرها من الآيات والأحاديث.
أما الخوارج والمعتزلة: فذكروا أحاديث عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- واحتجوا بها، وادعوا أن مرتكب الكبيرة إذا مات قبل التوبة منها يخلد في النار، ونذكر -إن شاء الله- طرفا من أدلتهم:
١- حديث أبي بكرة في "صحيح مسلم" مرفوعا: "من ادعى إلى غَيْرِ أَبِيهِ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ غَيْرُ أَبِيهِ, فَالْجَنَّةُ عَلَيْهِ حَرَامٌ" "ص٨٠"، وأخرجه البخاري من حديث سعد مرفوعا في الفرائض "فتح" "ج١٢ ص٥٤".
٢- "من قتل نفسا معاهدة بغير حقها, حرم الله عليه الجنة" أخرجه البخاري من حديث عبد الله بن عمرو مرفوعا في كتاب الديات من "صحيحه" "فتح" "ج١٢ ص٢٥٩".
٣- ما أخرجه مسلم في "صحيحه" "ص٩٣" من حديث ابن مسعود, كتاب الإيمان، باب: تحريم الكبر، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عليه وسلم: "لا يدخل النار أحد في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان، ولا يدخل الجنة أحد في قَلْبِهِ مِثْقَالَ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ كبرياء".
٤- حديث حذيفة المتفق عليه في [البخاري "فتح" "ج١٠ ص٤٧٢" كتاب الأدب، ومسلم "ص١٠١"] مرفوعا وفيه: "لا يدخل الجنة قَتَّات"، وأحمد "٥/ ٣٨٢، ٣٨٩، ٣٩٢".
٥- حديث: "لا يدخل الجنة قاطع" متفق عليه، من حديث جبير بن مطعم البخاري "٥٩٨٤"، ومسلم وقال في آخره: "قال ابن أبي عمر: قال سفيان: يعني: قاطع رحم". "حديث ٢٥٥٦".
٦- حديث: "لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه" أخرجه مسلم "ص٦٨" من حديث أبي هريرة، وغير ذلك من الأحاديث التي على شاكلتها.
فهذه تحتاج إلى وقفة للجمع بينها وبين ما تقدم وبين قول الله عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} .
وحديث أنس في "صحيح البخاري" "حديث ٧٤١٠"، وفيه: فَقَالَ النَّبِيُّ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم: "يخرج مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ: لَا إله إلا الله, وكان فِي قِلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يزن شعيرة، ثم يخرج مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ: لَا إله =

<<  <  ج: ص:  >  >>