إذ إن هذا السند ضعيف؛ ففيه موسى بن عبيدة ضعيف، ويوسف بن طهمان ترجمته في "لسان الميزان" قال عنه الحافظ هناك: واهٍ. وذكر له الحديث, ثم قال: ويروي نحوه بإسناد صالح. قلت: إلا أن يوسف بن طهمان تُوبع من محمد بن سليمان الكرماني. فحديث الباب أخرجه النسائي مع بعض الاختلاف اللفظي "٢/ ٣٠" فقال: أخبرنا قتيبة، حدثنا مجمع بن يعقوب، عن محمد بن سليمان الكرماني قال: سمعت أبا أمامة بن سهل بن حنيف قال: قال أبي: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلم: "من خرج حتى يأتي هذا المسجد -مسجد قباء- فصلى فيه؛ كان له عدل عمرة". وأخرجه ابن ماجه أيضا من طريق أبي سليمان الكرماني بسنده مرفوعا: "من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة؛ كان له كأجر عمرة"، "حديث رقم ١٤١٢"، وأخرجه أحمد من طريق ابن الكرماني أيضا "٣/ ٤٨٧". وقد أخرج الترمذي وابن ماجه شاهدا ضعيفا, فقال الترمذي: حدثنا محمد بن العلاء أبو كريب وسفيان بن وكيع قالا: أخبرنا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بن جعفر، أخبرنا أبو الأبرد مولى بني حطمة، أنه سمع أسيد بن ظهير الأنصاري، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى الله عليه وسلم- يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- قال: "الصلاة في مسجد قباء كعمرة". قال: وفي الباب عن سهل بن حنيف, وقال أيضا: حديث أسيد حديث حسن غريب, ولا نعرف لأسيد بن ظهير شيئا يصح غير هذا الحديث, ولا نعرفه إلا من حديث أبي أُسَامَةَ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جعفر، وأبو الأبرد اسمه: زياد, مديني ضعيف. قلت: وهذا شاهد ضعيف؛ ففيه أبو الأبرد مقبول. وللحديث شاهد آخر عزاه المباركفوري في "شرح التحفة" إلى الطبراني، لكن فيه أربع ركعات بدلا من ركعتين, وهو شاهد ضعيف. قلت: حاصل القول: أن الحديث بمجموع طرقه حسن.