أي: غطاه، وأصبحت الأرض طبقًا واحدًا: إذا تغنى وجهها بالماء، وأصبح الماء طبقًا للأرض، في حديث الاستسقاء:((اللهم اسقنا غيثًا مغيثًا وطبقًا)) أي: مالئًا للأرض مغطيًا لها، السموات الطباق: التي بعضها فوق بعض وفي التنزيل {أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا}(الملك: ٣).
فالمادة إذن تدور حول الموافقة والمساواة والمناسبة.
والتضاد: تفاعل من ضاد الشيء الشيء أو ضدّه في الخصومة، أي: خالفه فهما متضادان، وضد الشيء خلافه والجمع أضاد.
هذا هو معنى الطباق في لغة العرب.
أما معناه في الاصطلاح: فهو أن تجمع في الكلام الواحد أو ما هو كالكلام الواحد في الاتصال بين معنيين متقابلين في الجملة. والمراد بالتقابل عند البلاغيين: أن يكون بين المعنيين مطلق تنافي دونما نظر إلى نوع هذا التنافي أو مقداره، فالتقابل بهذا المعنى الواسع لا يُشترط أن يكون التنافي فيه من جميع الصور، أو من كل الوجوه، بل يكفي أن يكون في الجملة ودون تفصيل، ولذا كان التعريف مقيدًا بهذا القيد، الذي يفسح الدائرة ويوسعها لا ليغلقها أو يضيقها، وهو قيد في الجملة، وقد أفاد التقييد بهذا القيد أمرين هامين:
أولهما: ألا يشغل الدارسون بالهم بتعيين مقدار التنافي بين المعنيين، كتحديد نوع العلاقة بينهما، سواء كانت بالتضاد أو التناقض أو غيرهما، إذ يكفي التنافي في الجملة؛ ليتحقق بين المعنيين مفهوم المطابقة.
ثانيهما: أن هذا القيد جعل التطابق والتنافي بين المعنيين يكفي أن يكون في بعض الصور، فمن المعلوم أن المتقابلين في بعض الصور إنما يعني التنافي بينهما باعتبار