كتاب علم اللغة العربية

الفصل السابع: المنهج المقارن وتصنيف اللغات - نشوء علم اللغة المقارن - ص: 129

الأوربية١ من أهم الكتب التي جعلت من علم اللغة علما دقيقا يحاول تفسير التغير بقوانين واضحة، وكان لهذا الكتاب أثر مباشر في قيام مدرسة النحاة الشبان٢ Junggrammariker وينتمي إلى هذه المدرسة أهم اللغويين الألمان في الثلث الأخير من القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين. وأعلام هذه المدرسة لسكين A.Leskien وأستهوف H. Osthoff وبروجمان K. Brugmann في مجال علم اللغة الهندية - الأوربية وتبعهم نولدكه٣ The Noldeke وبروكلمان٤ C. Brockelman في مجال علم اللغات السامية.

إن مدرسة النحويين الشبان أفادت من التقدم المنهجي في العلوم الطبيعية وحاولت استخراج القوانين المفسرة للتغير اللغوي، وعرفت بالتزامها الصارم بفكرة القوانين الصوتية، وأفادت مدرسة النحويين الشبان في مجال اللغات الشرقية أيضا من الكشوف الأثرية التي تمت في القرن التاسع عشر وأماطت اللثام عن لغات قديمة بائدة، ويكفي أن نذكر اللغات المصرية القديمة والآكادية والفينيقية والعربية الجنوبية باعتبارها أوضح الأمثلة في الشرق، وبالإضافة إلى هذا وذلك فقد كانت حركة تحقيق النصوص القديمة ذات نتائج مباشرة.

---

١ عنوان هذا الكتاب:
compendium der verglechenden grammatik der indogermanischen sprachen, kurzer abriss einer laut-und formenlehre der indogermanischen ursprache weimar ١٨٦١.
٢ أطلقت هذه التسمية على هؤلاء النحاة عندما كانوا في فجر شبابهم تهكما عليهم ثم أعجب بها هؤلاء الشبان فأطلقوها على أنفسهم، وأكثر هؤلاء النحاة ولدوا في منتصف القرن التاسع عشر مثل "ولد اوستهوف ١٨٤٧، وبرجمان ١٨٤٩".
٣ انظر: J. fuck, die arabischen studien in europa, leiapzig ١٩٥٥, s. ٢١٧-٢٢٠.
٤ انظر: محمود فهمي حجازي في مقاله المنشور في مجلة الكتاب العربي - القاهرة، أبريل ١٩٦٩ بعنوان: كارل بروكلمان بين التراث العربي وعلم اللغة المقارن.