الصور الصوتية المختلفة للراء تارة بالتفخيم وأخرى دون تفخيم فيخرج عن إطار بحثنا لعدم إمكان التعرف عليها بالنسبة لأكثر اللغات السامية، وشبيه بهذا أمر اللام التي نجدها في كل اللغات السامية لاما. وكذلك النون والدال والباء والميم.
ولكن مجموعة من الأصوات المشتركة الثابتة في اللغات السامية كلها قد تعرضت لتغيرات محدودة في النظام الصوتي للعبرية والآرامية، فالباء تنطق مثل الباء الغربية إذا كانت في أول الكلام ولكنها تنطق مثل حرف "V" الأجنبي في الإنجليزية لو كانت غير مشددة ومسبوقة بحركة، والكاف تنطق مثل الكاف العربية في أول الكلام وتنطق خاء إذا كانت غير مشددة ومسبوقة بحركة. وتنطق التاء تاء كما تنطق بعد أي حركة ثاء إلخ...... ويلاحظ أن كل هذه التحولات تعبر عن صور صوتية في إطار الوحدة الصوتية الواحدة. وإذا نظرنا إلى هذه التغيرات التي تشترك فيها العبرية والآرامية لاحظنا أنها تعبر عن تطور داخلي في اللغتين وأن هذه الظاهرة التي لا تعرف في باقي اللغات السامية هي من الظواهر التي وجدت في اللغتين ومعنى هذا أنها غير موروثة عن اللغة السامية الأم، أما النطق العربي لهذه الأصوات فيعبر عن النطق الموروث عن اللغة السامية الأم. ومن هذا الجانب يعتبر النطق العربي لهذه الأصوات أقدم من الهجرات السامية.
وهناك مجموعة أصوات نجدها واضحة متميزة في كل أفرع اللغات السامية عدا الفرع الآكادي وهي مجموعة أصوات الحلق مثل العين والحاء، وهنا يمكن افتراض أحد أمرين، فإما أن تكون هذه الأفرع اللغوية قد عرفت أصوات الحلق في إطار التغير الذي طرأ على هذه اللغات، وهذا فرض مستبعد، وإما أن تكون الأكادية قد فقدت التمييز بين أصوات الحلق متأثرة في ذلك باللغة السومرية، وهذا هو الرأي المرجح. ومعنى هذا أن أصوات الحلق كانت معروفة في اللغة السامية الأم وعرفتها أكثر اللغات السامية باعتبارها من الظواهر الموروثة عن اللغة الأم. وبذلك نستطيع أن نفترض قدم أصوات الحلق في العربية، وأنها كانت موجودة في اللغة السامية الأم قبل أقدم الهجرات أي