للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والأهوازي، والزنجي، والسندي، والأجناس وغير ذلك، نعم حتى تجده كنه أطبع منه"١.

وفي موضع آخر يفصل الجاحظ بطريقة أدق ما لوحظ من أثر للأساس اللغوي الأجنبي فيقول: ألا ترى أن السندي إذا جلب كبيرًا فإنه لا يستطيع إلا أن يجعل الجيم زايًا، ولو أقام في عليا تميم، وسفلى قيس، وبين عجز هوزان خمسين عامًا. وكذلك النبطي القح خلاف المغلاق الذي نشأ في بلاد النبط، لأن النبطي القح يجعل الزاي سينًا، فإذا أراد أن يقول زروق قال سورق ويجعل العين همزة"٢.

وفي مواضع أخرى يسجل الجاحظ أن أبا مسلم الخراساني لم يكن يستطيع النطق بالقاف، فكان يقول بدلا من: قلت كلت، ومن: قمر كمر٣، والملاحظ أن القاف من أصوات الإطباق التي لا تعرفها الفارسية، ولذا كانت صعبة النطق على فارسي يتعلم العربية، ويروي الجاحظ أن زيادًا الأعجم كان يجعل السين شينًا٤، ويفهم من هذا النص أنه لم يكن يميز بينهما تمييزًا واضحًا وكان زياد الأعجم لا ينطق الطاء كما ينبغي أن يكون، بل يجعلها تاء أي أنه لم يستطع نطق الطاء المطبقة وأبدلها بصوت غير مطبق، كما لاحظنا عند أبي مسلم الخراساني، وذكر الجاحظ أن بعض مواطني الدولة الإسلامية من غير العرب لم يكونوا يميزون تمييزًا واضحًا بين الدال والذال٥. ولا شك أن هؤلاء كانوا من بيئة لغوية لا تميز بين الدال والذال فالدال والذال في الآرامية مثلا صورتان صوتيتان لوحدة صوتية واحدة. ونظرًا لأن استخدام صورة


١ البيان: ١/ ٦٩.
٢ البيان: ١/ ٧٠.
٣ البيان: ١/ ٧١.
٤ انظر أيضًا، فك: العربية ٣٣- ٣٤، البيان: ١/ ٧١.
٥ البيان: ١/ ٧٤.

<<  <   >  >>