للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العراق والشام"١. إن بني هلال وبني سليم من عرب الشمال، ولكن تحالف بني هلال وبني سليم مع القرامطة ثم اندحار القرامطة جعل بني هلال وبني سليم في مركز حرج لم ينقذهم منه إلا دعوتهم إلى مصر الفاطمية، يقول ابن خلدون: ".... ثم تحيز بنو سليم والكثير من ربيعة بن عامر إلى القرامطة عند ظهورهم، وصاروا جندًا لهم بالبحرين وعمان..... ولما تغلب شيعة ابن عبيد الله المهدي على مصر والشام نقل أشياعهم من العرب من بني هلال وسليم فأنزلهم بالصعيد وفي العدوة الشرقية من بحر النيل، فأقاموا هناك"٢. وهكذا جاء الفاطميون الشيعة بأنصار القرامطة الشيعة إلى مصر، وسنشير –بعد– إلى خروج الهلالية من مصر إلى المغرب "تغريبة بني هلال"، ولا بد هنا أن نتحفظ قليلًا، فلم يهاجر كل الهلالية إلى المغرب "تغريبة بني هلال"، ولا بد هنا أن نتحفظ قليلًا، فلم يهاجر كل الهلالية إلى المغرب، بل بقيت بطون منهم في مصر، ذكر المقريزي في وقت لاحق للتغريبة أن "ببلاد الصعيد عدة قبائل من العرب، ففي بلاد أسوان وما تحتها بنو هلال"٣.

وأغلب الظن أن الموجات البشرية استمرت بعد ذلك، ففي عهد صلاح الدين جاءت هجرة كان العدوان الصليبي قد قطع عليها الطريق إلى مصر، يقول المقريزي: "فلما فتح صلاح الدين.... بلاد غزة، وأعادها من أيدي الفرنج إلى المسلمين جاءت ثعلبة وطائفة من جرهم إلى مصر، وبقيت بقايا جرهم في مكانها"٤، وليس من مجال بحثنا هنا أن ننظر في حركات بشرية تالية، فما شأننا بها في وقت كانت مصر قد تعربت تعريبًا كاملًا.

غير أن نود أن نشير هنا إلى أحداث جعلت العرب الوافدين يذوبون في الكيان المصري، فلم يكونوا مجموعة لغوية متميزة كما حدث مثلًا عندما.


١ ابن خلدون: العبر ٦/ ٢٧.
٢ المرجع السابق ٦/ ٢٨.
٣ المقريزي: ٢٧ – ٢٨.
٤ المقريزي: ٥ – ٦.

<<  <   >  >>