للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بينهم"١. وهكذا تحرك الهوراة شيئًا فشيئًا مقتربين من مصر وقد تعربوا باندماجهم مع بطون من بني سليم. ويبدو أن عددًا من الهوارة تحرك جنوباً إلى فزان فكانت لهم بها محطة تجارية عظيمة، أو كما يقول ابن خلدون: "كان لهم بها ملك ودولة"٢.

ولم تكن هوارة القبيلة البربرية الوحيدة التي اختلطت مع عرب بني سليم وبني هلال فتعربت، فابن خلدون يذكر أن المنطقة الممتدة غرب الدلتا كانت بها "قبائل رحالة ينتقلون في نواحي البحيرة هنا، ويعمرون أرضها بالسكنى والفلح ويخرجون في المشاتي إلى نواحي العقبة وبرقة" ويذكر ابن خلدون من هذه القبائل "بعض بطون لواته" ثم يقول: "ويندرج فيهم أخلاط من العرب والبربر لا يحصون كثرة"٣. ولنقف قليلا عند نسب قبيلة لواته، فهي قبيلة من البربر تعربت شيئًا فشيئًا، وما نكاد نصل إلى عصر المقريزي حتى نجده يذكرهم بين القبائل العربية في مصر، ويقول: "وفي معظم بلاد البهنسا لواته، ومنهم طوائف بالجيزة وبالمنوفية"٤. وهكذا نلاحظ تحرك البربر المتعربين من المغرب الأوسط إلى البحيرة ثم إلى المنوفية والجيزة.

ولكن انتشار البربر المتعربين لم يقتصر على الوجه البحري، فقد ذكر المقريزى هوارة، وحار في أصلها بين العروبة والبربرية٥. ثم حدد منازلهم في عصره قائلا: "ثم قدم منهم طوائف إلى أرض مصر، ونزلوا بلاد البحيرة.... وهوارة التي ببلاد الصعيد أنزلهم الظاهر برقوق بعد وقعة بدر بن سلام هنا سنة


١ المرجع السابق ٦/ ٢٨٨.
٢ المرجع السابق ٦/ ١٩١ – ١٩٢.
٣ المرجع السابق ٦/ ١٠.
٤ البيان والإعراب للمقريزي ٢٧ – ٢٨.
٥ المرجع السابق ٥٨.

<<  <   >  >>