للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إفريقيا السوداء عمومًا، ويحدد ابن خلدون الرقعة الجغرافية التي كانت عليها مملكة مالي، فهي تجاور المغرب، وتتاخم مواطن قبيلة صنهاجة البربرية وتتاخم كذلك موطن ذوي حسان١. وخصص العمري "٤٨٧هـ = ١٠٩٤م" في كتابه مسالك الأبصار فصلا عن مالي. وقد زار ابن بطوطة "ت ١٣٧٧م" مالي وظل بها عدة أشهر ولاحظ أنهم مسلمون يصومون ويحجون ويقيمون الصلاة ولكنهم على عادات وثنية، ونلاحظ كذلك في حديث ابن بطوطة عن مالي أنهم كانوا على صلة بمصر وأن بعض المصريين كانوا يعيشون هناك. ولكنا نلاحظ أنهم لا يستخدمون العربية، ومن ثم فقد نجمت الحاجة إلى مترجمين ييسرون التعامل. أما الصورة التي يرسمها ابن بطوطة للساحل الصومالي فتشبه ما ذكره عن مالي غير أن السلطان الحاكم في مقديشو "كلامه بالمقدشي ويعرف العربية" ويطول بنا الكلام لو تحدثنا عن انتشار العربية سلبا في غرب إفريقيا أو شرق إفريقيا، والمصادر المتاحة نادرة، والتراث العربي الإفريقي لا يزال مجهولا ولم ينشر أكثره بعد، غير أن الملاحظ في كثير من دول إفريقيا ذات الجماعات أو الأغلبية الإسلامية وجود معرفة بالعربية.

ففي نيجيريا الشمالية يعيش حوالي عشرة ملايين مسلم، ويتناول التعليم الديني عندهم في أدنى مراحله الخط العربي والقرآن ومعظم تلاميذه من البنين، وفي المراحل الأعلى يتناول برنامج الدراسة الإسلامية: النحو العربي وعلم الكلام وعلم الحديث وقدرا من النصوص الأدبية، وهناك كتب مشهورة في المعاهد الإسلامية في نيجيريا الشمالية مثل كتاب الأحاديث الأربعين للنووي، ومختصر خليل في الفقه ويطلق عليه الكتاب، ومقامات الحريري٢.


١رحلة ابن بطوطة ٢٥٤.
٢ J. schacht, Islam in North Nigeria, Studia Islamica No. ٤٦.

<<  <   >  >>