لسان العرب- صفة للمؤنث واسما، فالصفة مثل قولهم "سورة جامعة" أي جمعت فيها أشياء كثيرة، و "الجامعة" اسما بمعنى الغل أو القيد، وشتان بين هذا الاستخدام والاستخدام الحديث، نحن نعرف الجامعة اليوم تيارًا سياسيًّا هو الجامعة الإسلامية، ومنظمة دولية هي: الجامعة العربية ومعهدًا أكاديميًّا مثل جامعة القاهرة ومعهدًا علميًّا غير أكاديمي مثل الجامعة الشعبية.
أما كلمة "جماعة" فيبدو أن استخدامها كثر وشاع بمعنى محدد جديد في عصر الحضارة الإسلامية إن لسان العرب يعرف الكلمة، فالجماعة عنده الجمع من الناس أو الشجر أو النبات، ولكن إذا نظرنا في معجم دوزي لاحظنا أن معظم أمثلته حول كلمة جماعة مأخوذة من مؤلفات الأندلسيين والمغاربة. ذكر دوزي في استخدام الكلمة:"مذهب السنة والجماعة"، "أهل السنة والجماعة""جماعة المسلمين""أمر الجماعة""افترق أمر الجماعة""المستمسكون بالجماعة" ... إلخ. وواضح أن كلمة الجماعة تعني هنا الصف الإسلامي "الموحد" وكل هذا نقله دوزي عن المقري وابن خلدون وأبي حيان وغيرهم من المغاربة. ولنفكر قليلا في استخدامنا العامي لكلمة جماعة كناية عن الزوجة. ... لنلاحظ تغيرًا في دلالة الكلمة.
وهناك عدد من الألفاظ لم تعرفها اللغة العربية حتى القرن الثاني إذا سلمنا أن لسان العرب قد قدم لنا صورة أمينة لها، فكلمة "جمعية" لم يعرفها اللسان ونجدها لأول مرة في معجم دوزي، وهو يذكر تحتها "جمعية أهل البلد" ولكنا نستخدم الكلمة اليوم استخدامًا اصطلاحيًّا شائعًا فنتحدث عن الجمعية العمومية لإحدى الشركات المساهمة وعن الجمعية العامة للأمم المتحدة كمجموع الأعضاء المساهمين أو المشتركين، وعن جمعية الإسعاف كمنظمة خيرية، وعن الجمعية التشريعية كمجلس نيابي، وعن الجمعية التعاونية، وكذلك عن الجمعية الاستهلاكية. وهكذا ظهرت الكلمة واستخدمت وشاعت.
وشبيه بهذا القول في كلمة "اجتماع" فهذه الكلمة لم يعرفها اللسان وذكرها