للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشهور القبطية توت وبابه يعرفها كل فلاح في مصر، كما يعرف كل فلاح سوري أيلول وحزيران وشباط، فأسماء الشهور المتداولة في العراق والشام عرفها الآراميون عمومًا بنفس الشكل* والترتيب كما عرفنا مصر في العهد القبطي توت وبابه وهتور وكيهك وبرمودة وبرمهات. وهناك ألفاظ قبطية كثيرة لا تزال تعرفها لغة الحديث اليومي في مصر مثل: برسيم، بقوطي، بوري، هوش، هلوس، هجص، مهياس، ننوس، شلوت، واحة، طاش، ورور.

ويطول بنا القول لو تحدثنا عن كل العناصر الأجنبية التي دخلت الاستخدام اللغوي في المجتمع العربي، ولكنا نكتفي ببعض اللغات١. فالتركية كانت لغة الطبقات الحاكمة اجتماعيًّا، وأثر هذا بأن دخلت بعض الألفاظ التركية إلى لغة الحديث في العالم العربي، فكلمة طظ "طوز" معناها ملح أو تافه أو تراب وهي تركيبة، وكلمة طاسلاق ومعناها فعل: بسرعة ودون عناية دخلت العربية من التركية فأصبحت في الحديث اليومي "طسلأ" وأصبح هذا الفعل متصرفًا مثل باقي أفعال اللهجات العربية. ويعرف أبناء الشام كلمة "بلش" كفعل بمعنى بدأ والواقع أن هذه الكلمة من الأصل التركي: باشلامق بنفس المعنى، وقد اختصرت الكلمة وحدث فيها قلب مكاني بأن تبادلت اللام والشين مكانيهما على طريقة: أرانب أنارب، فأصبح "ب ش ل"، "ب ل ش" وقد استخدمت الكلمة كما يستخدم أي فعل في اللهجات العربية في الشام في مختلف التصريفات.

وهناك ألفاظ دخلت في شكلها التركي رغم كون بعض عناصرها من أصل عربي، فنحن نعرف السلاملك، وهو مكان السلام في القصور حيث كان الجنود يصطفون لتحية الباشا، والكلمة مركبة من كلمة سلام العربية والمقطع.


* ليس صحيحًا أنها "رومية" كما زعم المقدسي: أحسن التقاسيم ١٨٣.
١ انظر في موضوع الألفاظ الدخيلة في العربية: جرجي زيدان: تاريخ اللغة العربية "القاهرة ١٩٠٤".

<<  <   >  >>