للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ} ١، وكما رد عليهم في قولهم: {أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا} ٢, بقوله: {قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا} ٣, وقوله: {وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ} ٤, بل أجابهم الله تعالى ببيان وجه الحكمة في تنزيل القرآن مُنَجَّمًا بقوله: {كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ} أي كذلك أنزل مفرَّقًا لحكمة هي: تقوية قلب رسول الله {وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا} أي قدرناه آية بعد آية بعضه إثر بعض، أو بيناه تبيينًا، فإن إنزاله مفرقًا حسب الحوادث أقرب إلى الحفظ والفهم وذلك من أعظم أسباب التثبيت.

والذي استقرئ من الأحاديث الصحيحة أن القرآن كان ينزل بحسب الحاجة خمس آيات وعشر آيات وأكثر وأقل، وقد صح نزول العشر آيات في قصة الإفك جملة، وصح نزول عشر آيات في أول المؤمنين جملة، وصح نزول: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} وحدها وهي بعض آية"٥.


١ الفرقان: ٢٠.
٢ الإسراء: ٩٤.
٣ الإسراء: ٩٥.
٤ الأنبياء: ٧.
٥ نقل هذا السيوطي عن "مكي بن أبي طالب" المتوفى سنة ٣٦٨ هجرية، في كتاب له يسمى "الناسخ والمنسوخ" انظر "الإتقان" جـ١ ص٤٢-[والآية من سورة النساء: ٩٥] .

<<  <   >  >>