للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والتلاوة مع إخلاص النية وحسن القصد عبادة يؤجر عليها المسلم، عن ابن مسعود: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها" ١, وجاء في حديث أبي أمامة: "اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه" ٢.

وكان السلف رضوان الله عليهم يحافظون على تلاوة القرآن, ومنهم من كان يختم في اليوم والليلة، ومنهم من كان يختم في أكثر، عن عبد الله بن عمرو قال: قال لي رسول الله, صلى الله عليه وسلم: "اقرأ القرآن في شهر، قلت: إني أجد قوة، قال: اقرأه في عشر، قلت: إني أجد قوة، قال: اقرأه في سبع ولا تزد على ذلك" ٣.

وحذَّر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من نسيان القرآن، فقال: "تعاهدوا القرآن، فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتًا من الإبل في عقلها" ٤.

والأمر في كثرة القراءة وختم القرآن يختلف باختلاف الأشخاص لاختلاف قدراتهم، وتفاوت المصالح العامة التي تُناط بهم. قال النووي في "الأذكار": "المختار أن ذلك مختلف باختلاف الأشخاص، فمن كان يظهر له بدقيق الفكر لطائف ومعارف فليقتصر على قدر يحصل له معه كمال فهم ما يقرأ، وكذلك من كان مشغولًا بنشر العلم أو فصل الحكومات أو غير ذلك من مهمات الدين والمصالح العامة، فليقتصر على قدر لا يحصل بسببه إخلال بما هو مرصد له، ولا فوات كماله، وإن لم يكن من هؤلاء المذكورين فليُكثر ما أمكنه من غير خروج إلى حد الملل أو الهذرمة في القراءة".


١ رواه الترمذي.
٢ أخرجه مسلم.
٣ رواه البخاري ومسلم.
٤ رواه البخاري ومسلم.

<<  <   >  >>