للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شهرته، وينقل عنه كثير من المفسرين. وهو كثير الاهتمام بالشواهد الأدبية، والصناعة النحوية. ويقارن أبو حيان في مقدمة تفسيره بينه وبين تفسير الزمخشري فيقول: "وكتاب ابن عطية أنقل، وأجمع، وأخلص، وكتاب الزمخشري ألخص وأغوص".

ويعقد ابن تيمية مقارنة بين الكتابين كذلك فيقول: "وتفسير ابن عطية خير من تفسير الزمخشري، وأصح نقلًا وبحثًا، وأبعد عن البدع، وإن اشتمل على بعضها، بل هو خير منه بكثير، بل لعله أرجح هذه التفاسير".

ويقول ابن تيمية كذلك: "وتفسير ابن عطية وأمثاله أتبع للسُّنة والجماعة، وأسلم من البدعة من تفسير الزمخشري، ولو ذكر كلام السلف الموجود في التفاسير المأثورة عنهم على وجهه لكان أحسن وأجمل. فإنه كثيرًا ما ينقل من تفسير محمد بن جرير الطبري -وهو من أجل التفاسير وأعظمها قدرًا- ثم إنه يدع ما نقله ابن جرير عن السلف لا يحكيه بحال، ويذكر ما يزعم أنه قول المحققين، وإنما يعني بهم طائفة من أهل الكلام الذين قرروا أصولهم بطرق من جنس ما قررت به المعتزلة أصولهم، وإن كان أقرب إلى السٌّنَّة من المعتزلة"١.

٤- تفسير القرآن العظيم - لابن كثير:

كان عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمرو بن كثير إمامًا جليلًا حافظًا. أخذ عن ابن تيمية، واتبعه في كثير من آرائه. وشهد له العلماء بغزارة علمه في التفسير والحديث والتاريخ، وكتابه في التاريخ "البداية والنهاية" مرجع أصيل للتاريخ الإسلامي. وكتابه في التفسير "تفسير القرآن العظيم" من أشهر ما دُوِّن في التفسير بالمأثور، ويأتي في المرتبة الثانية بعد كتاب ابن جرير، فهو يفسِّر كلام الله بالأحاديث والآثار مسندة إلى أصحابها، مع الكلام عما


١ مقدمة ابن تيمية في أصول التفسير ص٢٣.

<<  <   >  >>