للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إِلَى شفير النهر فضربوا عنقه فسال دمه كأنه شراك نعل وبقروا بطن أم ولده عما فِي بطنها وكانت حبلى ونزلوا تحت نخل مواقير بنهروان فسقطت رطبة فأخذها أحدهم فقذف بِهَا فِي فيه فَقَالَ أحدهم أخذتها بغير حدها وبغير ثمنها فلفظها من فيه واخترط أحدهم سيفه فأخذ يهزه فمر به خنزير لأهل الذمة فضربه به يجربه فيه فقالوا هَذَا فساد فِي الأَرْض فلقي صاحب الخنزير فأرضاه فِي ثمنه قَالَ فبعث إليهم علي رَضِيَ اللَّهُ عنه أخرجوا إلينا قاتل عَبْد اللَّهِ بْن خباب فقالوا كلنا قتلة فناداهم ثلاثا كل ذلك يقولون هَذَا القول فَقَالَ علي رَضِيَ اللَّهُ عنه لأصحابه دونكم القوم فما لبثوا أن قتلوهم وكان وقت القتال يَقُول بعضهم لبعض تهيأ للقاء الرب الرواح الرواح إِلَى الْجَنَّة وخرج عَلَى علي رَضِيَ اللَّهُ عنه بعدهم جماعة منهم فبعث إليهم من قاتلهم ثم اجتمع عَبْد الرَّحْمَنِ بْن ملجم بأصحابه وذكروا أهل النهروان فترحموا عليهم وقالوا وَاللَّه مَا قنعنا بالبقاء فِي الدنيا شيء بعد إخواننا الذين كانوا لا يخافون فِي اللَّه لومة لائم فلوا أنا شرينا أنفسنا لله والتمسنا غير هؤلاء الأئمة الضلال فثأرنا بهم إخواننا وأرحنا منهم العباد.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أبي طاهر الْبَزَّارُ نا أَبُو مُحَمَّد الْجَوْهَرِيّ نا ابْنُ حياة نا أَبُو الْحَسَنِ بْن معروف نا الْحُسَيْن بْن الفهم نا مُحَمَّد بْن سَعْد عَنْ أشياخ لَهُ فقالوا انتدب ثَلاثَة نفر من الخوارج عَبْد الرَّحْمَنِ بْن ملجم والبرك بْن عَبْدِ اللَّهِ وعمرو ابْن بَكْر التميمي فاجتمعوا بمكة وتعاهدوا وتعاقدوا لنقتلن هؤلاء الثلاثة عليا ومعاوية وعمرو بْن العاص ونريح العباد منهم فَقَالَ ابْن ملجم أنا لكم بعلي وقال البرك أنا لكم بمعاوية وقال عُمَر وأنا لكم بعمرو فتواثقوا إلا ينقض رجل منهم رجلا عَنْ صاحبه فقدم ابْن ملجم الكوفة فلما كانت الليلة التي عزم عَلَى قتل علي رَضِيَ اللَّهُ عنه فيها خرج علي رَضِيَ اللَّهُ عنه لصلاة الصبح فضربه فأصاب جبهته إِلَى قرنه ووصل إِلَى دماغه فَقَالَ علي رَضِيَ اللَّهُ عنه لا يفوتنكم الرَّجُل فأخذ فقالت أم كلثوم يا عدو اللَّه قتلت أمير المؤمنين بأس قَالَ فلم تبكين إذن ثم قَالَ وَاللَّه لقد سمعته يعني فَإِن أخلفني فأبعده اللَّه وأسحقه فلما مات علي رَضِيَ اللَّهُ عنه أخرج ابْن ملجم ليقتل فقطع عَبْد اللَّهِ بْن جَعْفَر يديه ورجليه فلم يجزع ولم يتكلم فِي عينيه بمسمار محمى فلم يجزع فجعل يقرأ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خلق الإنسان من علق حتى ختمها وإن عينيه لتسيلان فعولج عَلَى قطع لسانه فجزع فَقِيلَ لَهُ لم تجزع فَقَالَ أكره أن أكون فِي الدنيا مواتا لا أذكر اللَّه وكان رجلا أسمر فِي جبهته أثر السجود لعنة اللَّه عَلَيْهِ.

قال المصنف قلت ولما أراد الْحَسَن رَضِيَ اللَّهُ عنه أن يصالح مُعَاوِيَة خرج عَلَيْهِ من

<<  <   >  >>