يقبل وإن كانت الصدقة من الحلال لم يدفع أيضا إثم الغصب لأن إعطاء الفقير لا يمنع تعلق الذمة بحق آخر والحادي عشر أنه يحسن لهم مَعَ الإصرار عَلَى المعاصي زيارة الصالحين وسؤالهم الدعاء ويريهم أن هَذَا يخفف ذلك الإثم وهذا الخير لا يدفع ذلك الشر وفي الحديث عَن الْحُسَيْن بْن زِيَاد قَالَ سَمِعْتُ منيعا يَقُول مر تاجر بعشار فحبسوا عَلَيْهِ سفينته فجاء إِلَى مالك بْن دِينَار فذكر لَهُ ذلك فقام مالك فمشى معه إلى السشار فلما رأوه قالوا يا أبا يَحْيَى ألا بعثت إلينا فِي حاجتك قَالَ حاجتي أن تخلو عَنْ سفينة هَذَا الرَّجُل قالوا قد فعلنا قَالَ وكان عندهم كوز يجعلون مَا يأخذون من الناس من الدراهم فيه فقالوا ادع لنا يا أبا يَحْيَى قَالَ قولوا للكوز يدعو لكم كيف أدعو لكم وألف يدعون عليكم أترى يستجاب لواحد ولا يستجاب لألف والثاني عشر أن من الولاة من يعمل لمن فوقه فيأمره بالظلم فيظلم ويلبس عليهم إبليس بأن الإثم عَلَى الأمير لا عليك وهذا باطل لأنه معين عَلَى الظلم وكل معين عَلَى المعاصي عاص فإن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعن فِي الخمر عشرة ولعن آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه ومن هَذَا الفن أن يجبي المال لمن هو فوقه وقد علم أنه يبذلأ فيه ويخون فهذا معين عَلَى الظلم أيضا وفي الحديث بإسناد مرفوع إِلَى جَعْفَر بْن سُلَيْمَان قَالَ سمعت مالك بْن دِينَار يَقُول كفى بالمرء خيانة أن يكون أمينا للخونة وَاللَّه الهادي إِلَى الصواب.