عرفنا في المقال السابق أن الساسة العرب قد مارسوا ثلاث طرق لحل ما يسمى "بالمشكلة الفلسطينية" وأن هذه الطرق الثلاث هي: التهديد بحرب التحرير، وممارسة الحرب الجزئية، والضغط على أمريكا بسلاح البترول وغيره لتضغط على إسرائيل وقد وصلت السياسة العربية اليوم إلى مفترق الطرق، فإما أن ينجح الطريق الثالث (طريق أمريكا للسلام) وإما تعود السياسة العربية مرة ثانية إلى التهديد والوعيد والحرب الجزئية.
وقد عرفنا بيقين أيضاً أن إسرائيل دولة تعمل لحساب نفسها، وأنها تتخذ قرارها في أرضها ومن رجالها ثم تضغط شرقاً وغرباً لتنفيذ قراراتها، وأنها ليست ذيلاً منفذاً كما يدعي المدعون، ثم هي أيضاً ليست إلهاً متصرفاً في كل شيء ومسخراً للشرق والغرب كما يتهوك المتهوكون.
واليوم لنفهم الصورة بكل أبعادها ينبغي أن نعلم أن هناك أطرافاً ثلاثة على الإجمال لا على التفصيل: الطرف الأول هم نحن، والطرف الثاني هم اليهود والطرف الثالث هو الدول الكبرى.
فأما الدول الكبرى فقد علمنا في الأسبوع الماضي أنها تريد حلاً وسطاً للصراع بين اليهود والعرب، وذلك ليستمر