للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[إلى الذين أعطوا اليهود "صك غفران"]

عندما قرر اليهود بناء دولة لهم في فلسطين أعلنوا للناس جميعاً أنهم شعب مضطهد مشرد بحاجة إلى وطن يؤويه وحكومة تنشر أمجاده القومية وتحافظ على مآثره الروحية. وأن فلسطين وطن بلا شعب وقد انطلت هذه الأكذوبة الخبيثة على العالم الغربي والشرقي في ذلك الوقت ولاقت عند الفرد النصراني هوى وراحة فقد رأى أن في قيام هذه الدولة ثأراً جديداً للحروب الصليبية القديمة، وتنفيساً عن عقدة الذنب تجاه اليهود الذي ظلموا في أوروبا وروسيا القيصرية دهورا من عمرهم وتمزيقاً لأمة يمكن من تنافسهم في السيطرة على العالم لما لها من ثروات وفيرة وموقع ممتاز، وحضارة سالفة وكثافة سكانية كبيرة. وكان وعد بلفور الذي أعتبر أول وثيقة سياسية رسمية تعترف بآمال اليهود هذه وأمانيهم التي كانت في وقتها ضرباً من الخيال والخرف والإيمان المطلق بالغيب الذي ينكره الغرب.

ولكن بالدأب والصبر والتخطيط الرهيب استطاع اليهود خداع العالم بأسره في جريمة لا مثيل لها في التاريخ اللهم إلا في هجرة الأوربيين إلى أمريكا وإبادتهم شعبها (الهنود الحمر) وبنائهم دولتهم على عظام هذا الشعب ورفاته. هذه الجريمة تتمثل باختصار في تهجير شعب كامل من أرضه

<<  <   >  >>