يبدو أن الجسم العربي قد أصبح ميتاً إلى الحد الذي لا تؤثر فيه الجراح، بدليل أن شعورنا بآلام جزء من هذا الجسم في لبنان وفلسطين قد مات أو تلاشى إلى الحد الذي لا نحس به، ولذلك يبدو أن عرضي للدروس المستفادة من هذه الحرب دون الإحساس بها والشعور بألمها ضرب من إلقاء الكلام في غير مقامه، وسوقه إلى من لا يسمعه ولا يحس به، ولكن هل يكون سوقي لهذه الدروس نوعاً من الإحياء والإشعار بخطورة هذه النتائج التي أوصلتنا لها هذه الحرب؟
أرجو أن يكون ذلك.
الذين تابعوا الأحداث في هذه الحرب وكان لهم إلمام بالبناء الاجتماعي والسياسي للمجتمع اللبناني عرف أن هذه الحرب عندما انطلقت شراراتها كان المستهدف هو المقاومة الفلسطينية، وأن دخول العوامل الأخرى من الصراع من المسلمين والنصارى، ثم استغلال الصراع بين الأغنياء والفقراء، ثم استغلال الصراع بين التكتلات السياسية والفئات الطائفية إنما كانت بمثابة الاستغلال لهذه التناقضات التي كانت موجودة في المجتمع اللبناني، ولكنها كانت تناقضات