كانت الحرب ومازالت وسيلة من أعظم وسائل الكسب وذلك بالنسبة للغالب، فالغالب يحتل الأرض وفيها الثروات والكنوز وعليها يعيش البشر الذين يسخرون ويستخدمون في خدمة السيد المنتصر وفي تحقيق مآربه وأعراضه، فما روما في التاريخ لولا الحروب، وما فرنسا وما هولندا التي كانت تستعمر شعوباً يفوق عدد رجالها بمائة مرة؟ وتستغل كنوزاً لا تساوي كنوز أرضها بالنسبة إليها شيئاً يذكر.
ولم تنته الحرب العالمية الثانية التي ما قامت إلا تنافساً بين الدول الاستعمارية على استغلال خيرات الشعوب الفقيرة المنهوكة إلا وقد نشأ نوع جديد من أنواع الحروب ولون جديد من ألوان الاستعمار، إنه إشعال الحروب بين الشعوب الفقيرة لاستعمارها واستنفاذ ثرواتها.
ولقد عمدت روسيا وأمريكا إلى هذه الحروب القذرة بعد أن تحقق لديهما أن لا طاقة لأحد منهما بمجابهة الآخر فإذا كان لابد من التوسع وجني ثمرات الحروب فلتكن بأيدي الآخرين وهذا ما يحدث الآن: تحريك العملاء من كلا الطرفين للقتال المحسوب والمقدر (وهذا في أوقات الاتفاق