للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[أمانة الكلمة]

من أعظم الأمانات التي سنسأل عنها بين يدي الله سبحانه وتعالى: "أمانة الكلمة" كما قال سبحانه وتعالى: {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} فالإحصاء الكامل لكل ما نطق به الإنسان ومحاسبته عليه إحدى عقائد الإيمان ومسائله التي يجب على المسلم استحضارها وتعظيم شأنها.

والكلمة المكتوبة شأنها تماماً شأن الكلمة المنطوقة، فالكتابة وسيلة لإيصال المعنى المراد إلى الغير شأن النطق تماماً، وقد تكون الكلمة المكتوبة أعظم أثراً وأوسع انتشاراً وأطول عمراً من الكلمة المنطوقة، ولذلك كانت جريرتها -في الإثم- أعظم، وثوابها -في الخير- أكبر وأكثر، كما قال صلى الله عليه وسلم إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له، وهل العلم المنتفع به إلا كلمة حفظت بعد موت صاحبها في الصدور أو السطور وتناقلتها الألسنة أو الأقلام.

وكلمة الحق والعدل من أعظم الجهاد والدعوة إلى الله سبحانه وتعالى منطوقة أو مكتوبة، كما قال صلى الله عليه وسلم: [أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر] ، وطالما كان

<<  <   >  >>