* لم يكن عبثاً أن يشمل القرآن هذا الحشد الهائل من الآيات في شأن اليهود ففي سورة البقرة وحدها نحو من مائة وستين آية كلها حوار معهم مع العلم أن سورة البقرة كلها ٢٨٦ آية ويعني هذا أكثر من نصف أعظم سورة في القرآن شغل بالتحذير من اليهود ولبيان ما هم عليه من عقيدة وسلوك وأخلاق، ويستحيل في نظري أن يفهم إنسان على الأرض (بصرف النظر عن كونه مسلماً أو لا) حقيقة اليهود إلا إذا درس هذه الآيات، وذلك أنها صادرة من الإله الرب الذي يعلمهم على الحقيقة، ولا تكاد تخلو سورة بعد ذلك من ذكر أخبارهم أو الرد عليهم.
* والصورة التي أعطاها القرآن لليهود ليست قاصرة على حقبة معينة من أحقاب التاريخ وإنما تتبع القرآن نشأتهم منذ إبراهيم عليه السلام، ثم ابنه إسحاق ثم ابنه يعقوب وهو (إسرائيل) ثم أولاده الاثنى عشر (الأسباط) وذكر القرآن أهم حوادث تاريخهم تقريباً منذ إسرائيل إلى عهد النبي صلى الله عليه وسلم ثم ذكر القرآن في آيات عديدة مستقبل أمرهم مع الأمة الإسلامية وجاءت السنة ففصلت ذلك إلى آخر الدنيا.