نعلم أن صوتنا نشاز في معزوفة السلم التي باتت تعزفها وسائل الإعلام العربية من المحيط إلى الخليج، هذه الوسائل التي باتت تصور الصلح والسلم مع إسرائيل على أنه المفتاح السحري الذي سينهي جميع مشاكلنا والبلسم الشافي لكل جروحنا وآلامنا.. فهو الذي سيخرج مصر من ضائقتها الاقتصادية، وهو الذي سيوفر نقود النفط التي تذهب "هدراً" في شراء السلاح وهو الذي سيقضي على المشاكل الداخلية، وهو الذي سيبني منا أمة عظيمة تضارع أمريكا واليابان، وهو الذي سيجعل حكوماتنا تنصرف إلى بناء الاقتصاد والمساكن و.. الخ.
وهذا الكلام يشبه تماماً من يقول إن الشمس لا تشرق، ولا يوجد شيء يسمى الليل، والقمر أكذوبة، أو هو كمن يقول إن السم يقوي العضلات ويقتل الجراثيم من الجسم، أو هو كمن يقول: غداً سترى الذئاب والخراف في مكان واحد، وسيمرح الفأر مع القط، وستختفي الحروب من العالم، وسينسى الروس والأمريكان صراع البقاء الذي يمارسونه في الأرض والسماء.
أقول إن الذي يقول لنا ألقوا السلاح واصطلحوا مع اليهود واهتموا بالاعمار تماماً كالذي يريد أن يحول طبائع