تعاظمت الدعوة في هذه الأيام للعودة إلى ظلال الشريعة الإسلامية والاحتكام إلى أحكام القرآن والسنة، وبينما كانت هذه الدعوة محصورة في الجماعات الإسلامية وبعض علماء الإسلام انطلقت أخيراً من خلال الأجهزة الرسمية، والحكومات القائمة، وبصرف النظر عن أسباب هذه الدعوة وخلفياتها فإن الرجوع حق والاحتكام إلى شريعة القرآن واجب ونبذ هذه الشريعة كفر وردة.
والمشكلة الحقيقية التي يجابهها الداعون إلى تطبيق أحكام الشريعة هي نقطة البدء، من أين نبدأ بتطبيق الشريعة؟ ولست أدري ما السبب في بروز قانون العقوبات في الشريعة في البداية؟ ثم ما السبب أيضاً في أن تكون معاقبة الخصوم والمخالفين هي البند الأول في تطبيق الشريعة الإسلامية؟ هل لأن الداعين إلى الإسلام لا يرون أن هناك أهم وأولى بالتطبيق من الشريعة الإسلامية غير العقوبات؟ أم لأن المخالفين في الرأي والعقيدة هم أولى الناس بتطبيق الشريعة عليهم؟
* وقد قلنا بأن مشكلة البدء هي أعظم المشاكل وذلك لأننا ابتعدنا ابتعاداً عظيماً عن الشريعة الإسلامية وقد أصبح هذا الابتعاد في كل شأن من شؤوننا تقريباً، فنظم الحكم