* اليهود يحاولون إعادة التاريخ للوراء لإنشاء دولة على غرار دولتهم في فلسطين منذ ثلاثة آلاف سنة، وهم في سبيل ذلك يحيون الأسماء القديمة نفسها قبل هذا التاريخ ويحملون معهم في عبورهم نحو هذا الماضي السحيق تصميماً لهيكل سليمان بنفس المواصفات التي كانت له يوم كان، وينشئون المستعمرات بنفس أسمائها القديمة، ومواصفاتها التي حملها التاريخ لهم، ويبنون الإنسان اليهودي تماماً كما كان ذلك الإنسان اليهودي في هذا التاريخ الغابر حيث يدرس نصوص التوراة نفسها وتعاليم حكماء اليهود في هذه الحقبة البعيدة.
* ولو كان اليهود يصنعون ما يصنعون في فراغ لما اهتم أحد بشأنهم، ولكن اليهود لا يتم لهم ذلك إلا باستئصال الشعب الذي كان يسكن في تلك البقعة من أرض الشام (فلسطين) وإلا بأن تقطع كل يد تحمل مدداً لهذا الشعب، ولن يتم لهم القرار في هذه الأرض إلا بأن يدفنوا تاريخ هذه البقعة منذ شتاتهم منها وإلى عودتهم فيها، والوصول إلى هذه الغاية المذهلة يعني اقتطاع هذا الشعب عن أمته العريضة التي كان ينسب إليها ثم بناء سور من الكراهية والنفور حوله، ثم تمزيقه وضرب بعضه ببعض ثم القضاء عليه