* ها قد وصلت العربة إلى القاع فعلاً، وابتدأنا نتحسس أقدامنا من جديد، فالذين ينظرون إلى الأمام قليلاً كانوا يعرفون أين ستقع العربة، وأما الآخرون فإنهم يفيقون تباعاً، وسنحتاج إلى عامين أو ثلاثة حتى يعرف المذهولون مكانهم الصحيح، وحتى يعود الشاردون من هول المفاجأة والانفجار!! وسيكون السؤال الذي يسأله الناس بعضهم بعضاً أين نحن الآن؟! وسيختلف الناس بالطبع كما هم مختلفون الآن، فبعضهم سيقول: نحن الآن في موقع جيد، وفي أرض خضراء، وواد فسيح، وسيقول آخرون، كلا بل نحن في مستنقع عفن، وفي أرض سيئة وواقع كريه ويبدأ هؤلاء وهؤلاء يعدون الضحايا ويحصون القتلى فالمستبشرون والمتفائلون بالواقع الجديد سيقولون عن الضحايا والقتلى أنهم أغبياء لأنهم لم يمسكوا بالعربة جيداً، ولم يحسنوا الركوب في القطار وأما المتشائمون والمستبصرون فسيقولون إنهم ضحايا وأنهم شهداء!! وهذه المعركة الكلامية ستستمر وقتاً طويلاً يؤيد كل فريق منا رأيه فيه بما تستطيع بلاغته أن تصل إليه وسيعمد القادرون منا ومن بيدهم زمام الأمور على دفع الأمور لتثبت صدق آرائهم ورجاحة عقولهم، وسنظل يخطئ بعضنا بعضاً، ويسب