* لا أريد أن أدخل في فلسفة طويلة للتفريق بين الخير والشر ولكن لابد من إيضاح بعض القواعد التي نستطيع بها الحكم السليم على الأشياء والأفعال وخاصة في عالمنا هذا العجيب الذي اختلطت فيه مفاهيم كل شيء بل الذي وضحى الحق فيه باطلاً والباطل حقاً.
أولاً: لا خلاف أن الفعل الواحد قد يكون فائدة ومصلحة بالنسبة لأقوام ومضرة ومفسدة بالنسبة لآخرين وقديماً قال الشاعر: مصائب قوم عند قوم فوائد..
فالهزيمة في جانب قوم هي نصر حتماً في جانب آخرين والسرقة قد يعدها اللص الذي خلص بها فائدة ومنفعة ومصلحة ولكن المسروق منه الذي ضاع حقه يعتبرها مصيبة وضرراً. هذه واحدة.
ثانياً: ثمة أمور يتفق الناس عليها على اختلاف عقائدهم وأفكارهم ونظرتهم إلى الخير والشر وهي أن رد العدوان، والانتصار من الظالم وإرجاع المغصوب كل هذا من جملة الفضائل التي يتفق الناس عليها وأن كانوا يختلفون في الفعل الواحد هل يدخل في رد العدوان والظلم أم هو عدوان وظلم بذاته، وخاصة بعد دخول اليهود المسرح السياسي العلني والمعروف أن اليهود هم أهل الكذب