* كان أعظم إنجاز حضاري للإسلام أن جمع قبائل العرب المتفرقة المتناحرة في هذه الجزيرة في وحدة إنسانية وحضارية يرفرف عليها السلام والعدل، وكان أعظم من ذلك تأليفه بين العرب الذين قاربوا بالإسلام وبين شعوب الشام والعراق ومصر والمغرب وفارس وما وراء ذلك، وقد كان يسكن هذه الأقاليم شعوب شتى من الكلدانيين والآشوريين والبابليين والقبط والبربر وشعوب أخرى كثيرة، ولم تمض فترة وجيزة حتى أضحت هذه الشعوب المتفرقة المتناحرة شعباً واحداً يدين بالإسلام ويتكلم بلغة القرآن ويرفض ماضيه الجاهلي، ويعيش لواقعه ومستقبله الإسلامي الحضاري. ولم يبق من هذه الشعوب على دينه الجاهلي القديم إلا فئات قليلة جداً لم يصلها الإسلام..
* وفي إطار هذه الوحدة الحضارية الأخلاقية عاشت شعوب هذه المنطقة (العالم الإسلامي) أعظم أيام حياتها على الإطلاق: عزة في الدنيا، وسيادة في الأرض، وهداية إلى طريق الرشد وامتثالاً للأخلاق الطيبة، وابتعاداً عن العصبيات الجاهلية، والنعرات الإقليمية والقومية..
* وبالرغم من أنه كانت تصطبغ الحياة السياسية للعالم الإسلامي بصبغة الحاكم إلا أن الشعور العام لشعوب