وفي هذه الآية يتبين لنا أن الذلة والمسكنة مضروبتان عليهم ومعنى الضرب هو اللزوم والمصاحبة وكأنه طابع لازم كما تضرب النقود بصورها وكتابتها. وفاعل ذلك هو الله وأنه لا انفكاك لهم عن ذلك إلا بحبل الله أي إمداد منه وسبب منه لحكمة يريدها، وكذلك حبل من الناس. ولا شك أن هذا الحبل الذي يصلهم الناس به وإن كان كائنا بمشيئة الله أيضاً إلا أننا منهيون كمسلمين عن ذلك..
وخلاصة الأمر أن اليهود مطرودون من رحمة الله وأمنه وسلامه ما عاشوا وإذا تحقق لهم ذلك في وقت ما فإنما هو شيء عارض وشذوذ يخالف القاعدة..
* وبذلك يتبين لنا إرادة الله حقاً باليهود وصنيعه بهم وعلى ضوء ذلك يقرر المؤمنون حقاً طريقهم معهم وأنه طريق الضرب على أيديهم وقتالهم لتكون كلمة الله هي العليا، وكلمة الذين كفروا السفلى..
* وأما كلام سعادة الوزير أن الزيارة للقدس كانت تشبه فتح عمر ودخول صلاح الدين فأظنني لست بحاجة إلى عقد مقارنة لبيان فساد هذا القياس، وإذا كان مثل ذلك يحتاج إلى دليل وإيضاح بطلت فائدة الكلام وسقطت مهمة الدليل..
وليس يصح في الأذهان شيء ... إذا احتاج النهار إلى دليل