* نحمد الله إذ كان صوتنا من فوق هذا المنبر هو الصوت الوحيد منذ عام الذي يبشر بأن الدعوة إلى الإسلام مع اليهود ستنتهي إلى فراغ، ومازلنا نقول للآن أن ما يطلبه اليهود لليوم ليس هو آخر مرادهم ولا منتهى آمالهم، ولو أعطوه الآن لطلبوا غيره فوراً، وقد كانت رؤيتنا هذه مبنية على أساس النظرة الموضوعية للخلفية اليهودية التي قتوم على تراث ديني يدفعهم دفعاً إلى ما يفعلونه الآن، ولو تخلوا عنه لتخلوا عن يهوديتهم وانسلخوا من تراثهم وما زالت كثرتهم الساحقة ترى أن هذا شيء مستحيل، وكذلك اعتمدنا في نظرتنا هذه على الواقع المرير الذي تعيشه منطقتنا الإسلامية العربية، إذ هي تعيش الآن في فراغ حقيقي من القوة، القوة السياسية، والقوة المعنوية العقائدية، والقوة المالية، فالوحدة السياسية والتنسيق السياسي مفقود بين الأقاليم الإسلامية، والشعب يعيش في التيه والتخبط كركاب سفينة لا يعرفون شاطئاً ولا يرون نجاة قريبة، والقوة المالية الضخمة التي نملكها مهدرة ضائعة أو مسلوبة ومحبوسة بأيدي أعدائنا ونحن نتنافس حول قشور من الحضارة المغريات، وقوتنا العسكرية متخلفة جداً إذا قيست بما لدى العدو، وهذه الحال لا تجبر اليهود بل ويرون من الغباء أن يرضخوا لها وأن يعيروها أي اهتمام في تسوية أو صلح.