هذه المنطقة كان مع الأخوة الإسلامية، فالخلافة الراشدة كانت إسلامية خالصة، ودولة بني أمية كانت سياسياً ذات صبغة عربية، ودولة بني العباس كانت فارسية الصبغة في السياسة والحكم، ودويلات الطوائف كانت بحسب حكامها، ودولة بني عثمان تعصبت في أواخر عهدها للأتراك. أقول بالرغم من كل ذلك فإن مشاعر العامة وسلوكهم كان مع الرابطة الإسلامية.
* وعندما أراد الإنجليز والفرنسيون اقتسام العالم الإسلامي عمدوا إلى تقسيمه جغرافياً، أولاً ثم ثقافياً وفكرياً وعقائدياً، فبلاد الشام الدولة الواحدة في كل تاريخها أصبحت أربع دول اخترعوا لها أسماء من تحت الأرض فقبل خمسين عاماً فقط لم يكن أحد يعرف ما معنى سوريا، ولا ماذا تعنى كلمة فلسطين!! ولا ما هو شرق الأردن. ولم يكن ثمة شعب يسمى الشعب السوري أو الشعب الفلسطيني، أو الأردني أو اللبناني. بل كان كل أولئك شعب واحد يدين بالإسلام وينتمي إلى العروبة. وانطلت حيلة ساسة فرنسا وبريطانيا على المغفلين والسذج فانطلقوا يرددونها في عماية وجهل، وهكذا صنع مع بقية العالم الإسلامي شرقاً وغرباً. وبوحي من ملكة بريطانيا أسست الجامعة العربية فكانت أول منار سياسي يقوم على غير الإسلام شعاراً وتجمعاً. ورفعت الإعلام والبيارق الإقليمية لتعلن ميلاد تاريخ جديد لأبناء الأمة الإسلامية: ميلاد ملوك ورؤساء الأقاليم!!
* عندما قام فريق الضباط الأحرار بانقلابهم ضد نظام الملك فاروق، أعلنوا للعالم أن مبرر قيامهم هو تصحيح أوضاع نظام الحكم في مصر، ورفع العار عنها فيما لحق بها من هزيمة في فلسطين وأعلن عبد الناصر بعد ذلك أنه أول رئيس مصري يحكم مصر منذ ثلاثة آلاف سنة متخطياً تاريخ