للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مصر السابق بعروبته وإسلامه إلى الفراعنة، وحملوا تمثال رمسيس الثاني (فرعون مصر) من الأقصر إلى ميدان في القاهرة. وأشادوا بدعاة الإقليمية المصريين من الكتاب والمؤلفين. ولكن عبد الناصر سرعان ما تحول عن مساره إلى المناداة بالقومية العربية فرفع شعارها، وألهب بخطبه الحماسية مشاعر أبناء العروبة شرقاً وغرباً الذين أذلهم الاستعمار وفرق جموعهم، فاستجابت له جماهير العروبة الذين اشتاقوا إلى بعث تراثهم القديم، واحياء أمجادهم الغابرة، ولكن عبد الناصر بدلاً من أن يضع الدعوة إلى القومية العربية في مكانها الصحيح من الإسلام فرغها منه، واستورد مضموناً اشتراكياً أراد أن يصبغه بالإسلام فلم يستطع وابتدأ يضرب بسفينته بين القوى المتصارعة شرقاً وغرباً ويناور بها يميناً وشمالاً حتى تحطمت السفينة بمن فيها في حزيران سنة ١٩٦٧، وعاش بقية عمره يريد أن يجمع حطام السفينة ويزيل آثار العدوان فلم يستطع..

* كانت هزيمة عام ١٩٦٧ هزيمة للأمة كلها ونهاية لدعوة القومية العربية، وكانت مصر وما زالت وستظل إلى أمد يعلمه الله رأس هذه الأمة وحاملة لوائها، وقد أعلن الرئيس أنور السادات بعد عبد الناصر أنه لن يستمر معلقاً بين السلم والحرب، وطلب السلم مراراً قبل عام ١٩٧٣ وقال له كسينجر رأس أميركا المدبر في وقته لا سلم مع اليهود إلا بكسر شوكتهم، فافعلوا هذا إن استطعتم!! وكانت معركة سنة ١٩٧٣ ثم طلب السلم الذي ما زالت خطواته إلى الآن دون جدوى..

* ومهما اختلف الناس حول النتائج التي ستسفر عنها هذه الخطوات فإن ثمة باب من الجحيم قد فتح على الأمة لا يعلم إلا الله سبحانه وتعالى مداه، وهذا الباب هو الدعوة

<<  <   >  >>