فصراع البقاء فوق هذه الأرض باق ما بقي الإنسان والظلم على سطحها باق أيضاً ما بقي الإنسان وليس هناك وقت ازداد فيه الصراع وفقد الناس كل مقومات العدل والمرحمة كالعالم الذي نعيشه اليوم، فالشعوب اليوم أكثر استعباداً وأقل حرية وأعظم هموماً، والمعارك مشتعلة في كل مكان، فبين الدول الغنية وبين دولنا الفقيرة حرب هدفها استنزاف الموارد وإبقاء الفقير فقيراً، وهو استعمار أشد خبثاً ودهاء من الاستعمار السابق، وبين الشيوعية والرأسمالية صراع، وبين الدول الشيوعية بعضها بعضاً صراع، ونحن في بلادنا العربية الإسلامية تحيط بنا الأطماع من كل جانب، ويطمع في ثرواتنا كل طامع.
وإذا كنا حقاً جادين في بناء حضارة وصناعة أمة، فليس لنا أمام هذه الأطماع إلا أحد أمرين: إما أن نبني بيد ونحمل السلاح للدفاع عن حضارتنا وبنائنا باليد الأخرى، وإما أن نوكل السلاح لغيرنا وندخل تحت مظلة أمريكية أو روسية، وبذلك نعيد عهود الحماية البريطانية والفرنسية، وليس أمامنا غير هذا، فأي طريق سنسلك؟
وأما القول بأننا نستطيع أن نبني ونعمر أرضنا دون حماية من سلاحنا أو سلاح غيرنا، فهو قول غبي ساذج، أو هو قول خبيث لا يريد أصحابه إلا أن يقودونا به إلى الجزار الذي يقطع رقابنا ويمص دماءنا.
أموال السلاح لا تذهب هدراً، لأننا بها نحمي أنفسنا في عالم متصارع متقاتل يسعى إلى الحرب أضعاف ما يسعى إلى السلام، واليهود الذين جعلوا السلم والصلح معنا نهاية آمالهم، وغاية أحلامهم ينفقون أكثر من ثلث ميزانيتهم في