كامنة لا تجد متنفسها في السلاح، وإنما في الكلام والصراعات الخفية فقط، وقد فتحت المجابهة الفلسطينية المارونية الأبواب لدخول هذه الصراعات دخولاً مسلحاً دموياً، والذين لم يتابعوا هذه الحرب، ولم يعلموا طبيعة التركيب الاجتماعي والسياسي للبنان أعماهم تشابك هذه الحرب وتناقضاتها ونسبوا أسبابها إلى أسباب وهمية هامشية ومن هذا نستفيد جملة دروس:
* أولاً: أن اليهود قد أعلنوا أكثر من مرة إن وجودهم في فلسطين مرتبط بعدة أمور منها:
أ) أن ينتهي شعور المسلمين باستردادها، وقد استطاعوا ذلك ونجحوا فيه نجاحاً عظيماً.
ب) أن ينتقل العرب من شعورهم القومي إلى مشاعرهم الإقليمية وأن ينزوي كل إقليم بمشاكله الخاصة حتى لا يبقى له تفكير جدي فيما سواه وقد نجح اليهود في هذا أيما نجاح.
ج) أن ينتهي هذا الشعب الفلسطيني الذي يطالب بفلسطين رغم أن هذا الشعب قد قبل كما أعلنت أكبر منظماته على أنه على استعداد لأن يعيش مع اليهود في دولة لا دينية - ولكن اليهود يريدون دولة يهودية خالصة، ومعنى أن ينهي هذا الشعب يعني أن يفقد الشعور والأمل بالعودة إلى فلسطين وذلك باستحالة هذا ومن ثم ينصرف إلى العيش والرضا به في أي مكان آخر، ولقد كانت الحرب اللبنانية هي الحلقة التي يبدو أنها الأخيرة أو التي يراد لها ذلك على الأقل لإقناع الفلسطينيين بأنه لا أمل في العودة إلى تلك الأرض، والدرس الأول من الحرب اللبنانية يعني أن اليهود جادون في أن يجعلوا فلسطين وطناً لهم وأنهم باذلون في ذلك