للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عبد الناصر بالخطابات النارية كقوله: "سنحررها شبراً شبراً، وما أخذ بالقوة لا يرد إلا بالقوة.. الخ" هذه المقولات، التي لم تغن شيئاً في زحزحة الإسرائيليين عن مواقفهم أو رضوخهم لقرارات الأمم المتحدة أو انسحابهم.

ثانياً: استخدام الحرب الجزئية، وقد فعلت مصر هذا أيضاً لتمارس بحرب الاستنزاف على ضفتي القناة، ولكن هذه الحرب كانت خسارة عظيمة للعرب، فقد خربت على آثار هذه الحرب مدن القناة الثلاث.. (السويس، وبور سعيد، والإسماعيلية) وهجر أهلها، وكلفت مصر الكثير من أموالها ورجالها وقادتها أيضاً..

ولكن حرب ١٩٧٣م الجزئية التي باغتت اليهود في وقت ما كانوا يحلمون فيه بأن للعرب قدرة على الوقوف أمامهم وبأخذهم تصريحات الرئيس السادات بالحسم والحرب مأخذ الهزل، هذه الحرب كانت قمة موفقة لحرب الاستنزاف فقد صدمت المجتمع الإسرائيلي صدمة كبيرة ولكنه أفاق على أثرها أكثر تصميماً وتشبثاً بالأرض وأكثر عزماً على البقاء في مواقعه.

ثالثاً: استمالة الدول الكبرى لتضغط على إسرائيل بقبول (الحل العادل) وقد اتخذت هذه الاستمالة صوراً شتى فمن التهديد بقطع البترول عنهم، إلى التهديد بسحب الأرصدة (الأموال) ، إلى السير في الفلك الروسي أو الأمريكي، وذلك بإعطاء التسهيلات العسكرية والاقتصادية وتحقيق مآرب أخرى لبعض الدول الكبرى ضد بعضها الآخر.

وهذه هي الورقة الأخيرة المتبقية في أيدي الدول، أعني أنه لم يبق من الساسة، العرب لإقناع إسرائيل بقبول الحل

<<  <   >  >>