للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وما الذي اتفقنا عليه أو يجب أن نتفق عليه؟ وما الأمور الخاصة بكل إقليم؟!

هذا إلى عشرات الأسئلة الأخرى لابد من الإجابة عليها لنحدد موقفنا من ذلك الشعار الذي رفعناه سياسياً وفكرياً في ثلث القرن الماضي.

* الإقليمية السياسية المعاصرة فرضها الاستعمار الفرنسي والبريطاني بعد الحرب العالمية الأولى، وتعمقت هذه الإقليمية بتباعد الديار، والحجب السياسية القائمة، ثم جاء ضجيج القومية العربية فغطى على أصوات الإقليمية وحجبها عن الظهور وكاد يهدم الحدود السياسية الجغرافية ولكن الانفصال النفسي والشعوري بين أبناء الأقاليم الإسلامية لم تستطيع عاطفة العروبة وضجيجها أن يلغيه، ثم جاءت هزيمة سنة ١٩٦٧ لتسكت ضجيج العروبة وتقتل عاطفتها، وتحيي من جديد بذور الإقليمية السياسية بل وتحيي أيضاً بذور الجاهلية المدفونة منذ آلاف السنين، والعجب في النمو السريع لهذه الأشجار الشوكية السامة التي ماتت منذ آلاف السنين.

* والآن يجب أن نسأل أنفسنا إلى أي مدى سنسير مع الفكر الإقليمي السياسي الجديد؟ هل سنسير إلى الحد الذي يكون لكل إقليم جاهليته الخاصة؟ وبالطبع مصالحه ونظامه السياسي والاقتصادي والاجتماعي الخاص؟ أم سنسير إلى الحد الذي يداوي كل إقليم من الأقاليم جراحاته ويلم شعثه ومن ثم يلتحم مع سائر أقاليم الأمة الإسلامية العربية؟ وعلى أي أساس سيكون اللقاء والالتحام إن كان ثمة تفكير في ذلك؟

* خلافنا واختلافنا ليس في معرفة من نحن فقط؟

<<  <   >  >>