للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واليوم ليس أمام ساستنا إلا طريق واحد وهو أن يتحول السلاح المستورد إلى مصانع للسلاح في بلادنا وأن نتجه إلى حرب اليهود، كما ينبغي أن تكون الحرب لا كما يفرضها علينا ويحددها لنا تجار السلاح، واليوم الذي يعلم يهود فلسطين أننا لن نتخذ إلا الحرب وسيلة معهم فلن يبقى في فلسطين أحد منهم ودون حرب، واليهود أصلاً لم يأتوا إلى فلسطين إلا بمظلة إنجليزية ولم يبقوا فيها كل هذه المدة إلا بمظلة أمريكية، وإذا اتخذنا الحرب سبيلاً لاسترداد حقوقنا انقشعت هذه المظلة الأمريكية ولا بد وذلك أن أمريكا لا تلعب معنا إلا بلعبة السلام ولكن أين الحكام الذين لا يخافون على كراسيهم وأعناقهم من المخابرات المركزية الأمريكية؟

وهناك طريق آخر تنادي به إسرائيل الآن وهي أكفر الناس به وهي أن يجلس العرب معهم إلى مائدة مفاوضات فإقرار السلام وإذا كان الساسة العرب يأنفون من هذا الآن، فإنهم واصلون إليه حتماً ولكن في الوقت الذي سيصلون إليه سترفضه إسرائيل، لأن السلام هو أكبر عقبة في تحقيق أحلامها وبلوغها مآربها النهائية في الوقت الذي ستمتد اليد العربية لتصافح اليد الإسرائيلية، ستجد اليد العربية أن اليهود قد سحبوا أيديهم، وعند ذلك قد تأخذنا بقايا النخوة العربية وعند ذلك سنلجأ إلى السلاح، ولكن سيكون الوقت قد فات.

وأما الطريق الثالث الذي نمارسه، الآن وهو الجري وراء تجار الحروب من الروس والأمريكان لنطلب منهم السلام، فأقل ما يُقال فيه إنه طلب للشيء من غير مصدره.

والعجب أن تجار الحروب قد أتقنوا هذه التجارة إتقاناً عجيباً، فهم يفجرون الحرب في الوقت الذي يناسبهم تماماً، وبالحجم الذي يناسبهم أيضاً وإذا اختل توازن هذه اللعبة وأراد عميل أن يتغلب وينتظر على آخر تدخلوا في الحال

<<  <   >  >>