للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فلسطين. أقول المهم أننا وصلنا -بعد أربعة حروب هب أن النصر كان في ثلاث منها لليهود وفي الرابعة لنا- إلى مراد اليهود النهائي الذي وضعوه يوم ركبوا سفنهم متوجهين إلى فلسطين لإقامة دولتهم المنشودة والتي كانت يومذاك في ضمير الغيب.

والآن يريد اليهود الحلقة النهائية من مسلسل أكبر أكذوبة عرفها العالم، ولا أريد أن أقول أكبر ظلم عرفه أيضاً، والذي يريدون اليوم أن يبرموا "صك الشرعية" لليهود ويعطوهم فلسطين ويقروهم على البقاء بها وجمع يهود العالم في كل مكان إليها نحب أن نذكرهم بما يأتي:

أولاً: الجرائم التي ارتكبها اليهود على هذه الأرض أكبر من أن يمنحوا معها "صك غفران" فدماء شهدائنا لم تجف بعد والثكالى اللاتي يبكين أبناءهن وأزواجهن لم تنقطع دموعهن والولدان الذين ينتظرون عودة آبائهم من المعارك مازالوا ينتظرون ولم يكبروا بعد، والشعب المشرد -وإن أكرهتموه لفظاظته أحياناً- مازال مشرداً بعد، وإذا علمتم مآسيه غفرتم فظاظته وثورته، ولا يجوز بتاتاً وقد نصبكم هذا الشعب أو نصبتكم الإنجليز عندما أسسوا الجامعة العربية أوصياء عليه أن تفرطوا في هذه الوصية وأن تعطوا اليهود "صك غفران" لكل هذه الجرائم والمآسي.

ثانياً: الشريعة التي تستندون في حكمكم عليها لا تعطي المغتصب حق الملك، ولا توجد شريعة في الأرض ترضى بهذا، والسلم والصلح الذي تلوحون لنا به ما وهو إلا إقرار للمغتصب، وتمليك للظالم فعلى أي شريعة ستستندون في هذا؟ شرعة الإسلام تأبى، وليس هناك شرعة في الأرض أو قانون يقول إن الغصب من طرق التملك، اللهم إلا أن تسموا هذا الغصب بالواقعية، ونحن نقول إن الظلم إذا وقع فلا يكون

<<  <   >  >>