للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد ورد اللحن في فصيح ثعلب "على المعنى الاصطلاحي الذي أطلقه العلماء على لحن العامة، يقصدون اللحن الدلالي، واللحن الاشتقاقي والصرفي" (١) وأشرت في حديث سابق (٢) إلى منهجه في ذلك، وهو إيراد الفصيح كما نطق به العرب الفصحاء، من غير أن يوضح كيفية نطق العامة إلا فيما ندر.

وجاء أبو سهل فأودع شرحه إشارات كثيرة توضح كيفية نطق العامة لكثير من ألفاظ الفصيح، وطريقته في ذلك أن يذكر اللفظ كما نطق به العامة، ثم يحكم عليه، بالصواب أو بالخطأ، ومقياس الصواب والخطأ عنده موافقه ذلك المنطوق للغة العرب أو مخالفته لها.

ومن أمثلة ذلك حديثه العام عن خطأ العامة في بناء "فعل وأفعل" حيث يقول: "والعامة لا تفرق بينهما، فتحذف الألف من بعض ما جاء على أفعل، وتزيدها على فعل، فتقوله على أفعل، وهي مخطئة في ذلك لمخالفتها العرب فيما تتكلم به" (٣) ومن ذلك أيضا إشارته إلى خطأ العامة في بناء "فُعَلَة" و"فُعْلة" بفتح العين وتسكينها، حيث تخالف العرب ولا تفرق بينهما (٤).

فهو يرى أن خطأ العامة في هذه الأبنية سببه مخالفة العرب فيما


(١) فصيح ثعلب (مقدمة المحقق) ٨٨.
(٢) ص ٢٧ - ٢٨.
(٣) ص ٤٢٨.
(٤) ص ٧١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>