للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

به اللغة الفصيحة، ولو أراد ذلك لقال: فصحاهن، لأن تأنيث أفعل الذي يكون للتفضيل يكون على فعلى مثل أحسن وحسنى، وأول وأولى، وآخر وأخرى، وما أشبه ذلك (١).

وأما قوله: "ومنه ما فيه لغتان كثرتا واستعملتا، فلم تكن إحداهما أكثر من الأخرى، فأخبرنا".

فإنما أراد: أن من الكلام أيضا ما نطق به كثير من العرب على وجه واحد من حركة أو سكون، أو حرف من الحروف، ونطق بخلاف ذلك كثير منهم أيضا، فإنا ذكرنا اللغتين جميعا في هذا الكتاب.

وقوله: "واستعملتا"، معناه: نطق بهما على الوجهين جميعا (٢)، لسهولتهما على ألسنتهم، ولم يرفض أحدهما. والاستعمال: [٦/أ] استفعال من العمل.

ولم: حرف يجزم الفعل المستقبل، وينفى به الفعل فيما مضى من الزمان، ولا ضده في النفي، لأنه ينفى به الفعل فيما يستقبل من الزمان (٣)، وذلك أنك إذا قلت: لم أخرج، فقد نفيت خروجك فيما مضى من الزمان، وإذا قلت: لا أخرج، فإنما تنفي الخروج فيما


(١) بهذا التوضيح يندفع قول الجواليقي وغيره ممن عاب على ثعلب ترك المطابقة في "أفصحهن". ينظر: شرح ابن عقيل ٢/ ٣٥٨ ن ومنهج السالك ٤١١، وارتشاف الضرب ٣/ ٢٢٥.
(٢) "جميعا" ساقطة من ش.
(٣) عبارة: "ولا ضده ..... الزمان" ساقطة من ش.

<<  <  ج: ص:  >  >>