للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

خوفه، ولا يستعمل الوعيد إلا في الشر خاصة. وقوله: "بضائر" أراد أن تخويفك إياي ليس بضار لي.

(وهرقت الماء) (١): أي صببته ودققته، (فأنا أهريقه) بضم الألف وفتح الهاء، والمصدر هراقة بكسر الهاء، فأنا مهريق، والماء مهراق بضم الميم وفتح الهاء منهما. (وإذا أمرت [٢٠/ب] قلت: هرق ماءك)، وكذلك (أرقت الماء، فأنا أريقه إراقة) فأنا مريق، والماء مراق. (وإذا أمرت قلت: أرق ماءك، وهو الأصل). قال أبو سهل: يعني أن الهاء من هرقت أصلها همزة (٢)، وهي مبدلة منها للتخفيف وكثرة الاستعمال،


(١) غلط ابن درستويه ١٦٣ ثعلبا لجعله "هرق" في هذا الباب، وقال: "وإنما هرقت من باب أفعلت بالألف عند الجميع النحويين". قلت: إنما ذكر ثعلب "هرق" في هذا الباب وإن كان أصله رباعيا من "أراق" بعد الإعلال والإبدال، لأن لفظه في الحال ثلاثيا، وإن كان في الأصل ليس من الباب، أو لأن في "هرقت" بهذه الصورة لغة أخرى هي: "أهرقت" فأراد أن يبين الأفصح منهما. وهذه الأخيرة أشار إليها سيبويه بقوله: "وأما هرقت .... فأبدلوا مكان الهمزة الهاء، كما تحذف استثقالا لها، فلما جاء حرف أخف من الهمزة لم يحذف في شيء ولزم لزوم الألف في ضارب .... وأما الذين قالوا: أهرقت، فإنما جعلوها عوضا من حذفهم العين، وإسكانهم إياها … " الكتاب ٤/ ٢٨٥. وينظر: ليس في كلام العرب ٣٦٧ ن والأفعال للسرقسطي ١/ ١٢٩، والبصائر والذخائر ١/ ١٢١، والممتع في التصريف ١/ ١٧١، والمفصل للزمخشري ٤٢٧، والتهذيب ٥/ ٣٩٦، والصحاح ٤/ ١٥٦٩، والتاج ٧/ ٩٣ (هرق) وفي هذا الأخير تفصيل واسع للمسألة، ونقول عن بعض شراح الفصيح، ومنهم أبو سهل الهروي.
(٢) القلب والإبدال ٢٥، ودقائق التصريف ٣٦٥، والإبدال والمعاقبة ٢٩، والإبدال ٢/ ٥٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>