للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإنما كان الميزان ثلاثيا لكون الثلاثي أكثر من غيره؛ ولأنه لو كان رباعيا أو خماسيا لم يمكن وزن الثلاثي به إلا بحذف حرف أو أكثر، ولو كان ثلاثيا لم يمكن وزن الرباعي أو الخماسي به إلا بزيادة اللام مرة أو مرتين، والزيادة عندهم أسهل من الحذف، ولهذا قيل: ادعاء زيادة الهاء في "أمهات" أحسن من ادعاء حذفها في [أمَّات] ، ذكره ابن جني١ في سر الصناعة٢.

قوله: "ويعبر عن الزائد بلفظه".

[أي: ويعبر عن الحرف الزائد بلفظ ذلك الزائد] ٣ إذا كان في البنية حرف زائد؛ فيقال: ضارب على وزن فاعل، ومضروب على وزن مفعول.

قوله: "إلاَّ الْمبدلَ مِنْ تَاء الافْتِعَالِ فَإِنَّهُ بِالتّاء".

أي: ويعبر عن الزائد بلفظ الزائد، إلا [عن الزائد] ٤ الذي هو يدل عن تاء الافتعال؛ فإنه يعبر عنه بالتاء، لا بذلك المبدل؛ مثلا إذا


١ هو أبو الفتح عثمان بن جني الأزدي بالولاء، مملوك رومي لسليمان بن فهد الأزدي. ولد بالموصل، وتلقى عن علمائها، تصدر للتدريس في الموصل ثم في بغداد بعد أبي علي الفارسي. من مؤلفاته: الخصائص وسر صناعة الإعراب، والمحتسب، واللمع، توفي ببغداد سنة ٣٩٢هـ. ينظر في ترجمته: إنباه الرواة: ٢/ ٢٣٥، وبغية الوعاة: ٣٢٢، وشذرات الذهب: ٣/ ١٤٠، والنجوم الزاهرة: ٤/ ٢٠٥، ومعجم الأدباء: ١٢/ ٨١.
٢ الجزء الثاني: وينظر المصنف: ١/ ٢٦.
وهذا الكلام بنصه، نقله ابن جماعة الكناني في حاشية على شرح الجاربردي على الشافية "ينظر مجموعة الشافية: ١/ ١٥ - بهامش الشرح المذكور".
٣ ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
٤ ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

<<  <  ج: ص:  >  >>