٢ قال ابن الحاجب: "قسم النحويون مخارج الحروف إلى ستة عشر على التقريب، وإلحاق ما اشتد تقاربه بمقاربه وجعله معه من مخرج واحد، والتحقيق أن كل حرف له مخرج يخالف الآخر, وإلا كان إياه....". "الإيضاح: ٢/ ٤٨٠". ٣ هذا الترتيب الذي ذكره ركن الدين هو ترتيب سيبويه، حيث يقول في كتابه "٤/ ٤٣٣": "فأقصاها مخرجا: الهمزة والهاء والألف". واختاره الزمخشري في مفصله "٣٩٣", وابن الحاجب في الشافية, وابن مالك في التسهيل "٣١٩". ولكن ابن الحاجب في شرح المفصل يختار ترتيبا آخر حيث يقول: "فجعلوا للهمزة والألف والهاء أقصى الحلق، ولا شك أن الهمزة أول والألف بعدها والهاء بعدها، ولكن لما اشتد التقارب اغتفروا ذكر التفرقة". "الإيضاح: ٢/ ٤٨٠". وذهب أبو الحسن الأخفش إلى أن الهمزة أول، وأن الهاء والألف بعدها وليست واحدة عنده أسبق من الأخرى. "الممتع: ٢/ ٦٨٨". وزعم ابن عصفور أن مذهب سيبويه أن الهمزة أولى، والألف بعدها والهاء بعدها, معتمدا في ذلك على ترتيب سيبويه لحروف العربية الأصول في كتابه "٤/ ٤٣١". يختار هذا المذهب ويعترض على مذهب الأخفش بقوله: "والذي يدل على فساد مذهبه وصحة ما ذهب إليه سيبويه أنه متى احتِيج إلى تحريك الألف اعتمد بها على أقرب الحروف إليها فقلبت همزة نحو: رسالة ورسائل. فلو كانت الهاء من مخرج واحد لقلبت هاء؛ لأنها إذ ذاك أقرب إليها من الهمزة". "الممتع: ٢/ ٦٦٨".