للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لكون الضمة والكسرة ثقيلتين متضادتين في المخرج١. ولم يستثقلوا في الفعل البناء الأول نحو ضُرِب لحاجتهم إليه، ولعروض ضم الفاء وكسر العين في الأفعال، والبناء الأول أخف من البناء الثاني؛ لأن الانتقال من الضمة إلى الكسرة انتقال من أثقل إلى ما دونه في الثقل، والانتقال من الكسرة إلى الضمة انتقال من ثقيل إلى ما هو أثقل منه، بناء على أن الضمة أثقل من الكسرة. وقد أورد على البناء الأول "دُئِل"٢.

وأجيب عنه بأنه اسم قبيلة لأبي الأسود٣؛ فهو علم، والأعلام لا يعول عليها في الأبنية لجواز أن تكون منقولة كـ"ضُرِب" إذا سمّي به.


١ ينظر: شرح الشافية، للرضي: ١/ ٣٤.
٢ قال ابن جني: "وليس في الكلام اسم على فُعِل -بضم الفاء وكسر العين، إنما هو بناء يختص به الفعل المبني للمفعول نحو: ضُرِب وقُتِل- إلا في اسم واحد وهو "دئل"، وهي دويبة، وبها سميت قبيلة أبي الأسود الدؤلي. وإنما فتحت الهمزة في النسب لتوالي الكسرتين مع ياءي الإضافة".
"المنصف: ١/ ٢٠".
٣ أبو الأسود الدؤلي: هو ظالم بن عمر، يرتفع نسبه إلى الدئل بن بكر وإليه ينسب. ولد بمكة ورحل إلى المدينة فروى عن عمر -رضي الله عنه- وقرأ على عثمان وعلي -رضي الله عنهما- توفي بالبصرة سنة ٦٩هـ وأخذ عن يحيى بن يعمر وميمون الأقرن وعنبسة الفيل.
"راجع في ترجمته: بغية الوعاة "٢/ ٢٢، ٢٣"، وإنباه الرواة: ١/ ١٦، ٣٨٠، والأنساب "٢٣٣" وطبقات ابن سعد ص٧".

<<  <  ج: ص:  >  >>