للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويدل على صحة المثال السادس وجهان: أحدهما: رواية الأخفش والفراء، وهما ثقة والثاني: أنه جاء عُنْدَد، قال أبو زيد١: ما لي عنه عُنْدَد وعُنْدُد، أي: بُدّ٢. والدال الثانية فيه٣ للإلحاق، بدليل فك الإدغام؛ فلو لم يكن للإلحاق لقيل عُنَدّ٤. وإذا كان للإلحاق علمنا أن هذا المثال موجود في الراباعي ليلحق به؛ لأن الإلحاق يستدعي مثالا يلحق به٥.

وأما نحو جُنَدِل٦، وعُلَبِط للضخم٧، وهُدَبِد -للبن الخاثر٨- فلا يعتد به، لكونه نادرا وللعلم -بالاسقراء٩ في١٠ كلامهم- بأنه لا يجتمع أربع حركات متواليات١١ في كلمة واحدة؛ فتوالي الحركات الأربع المتوالية حملهم على أن حكموا فيها بأنها محذوفات من "جَنادِل


١ هو أبو زيد سعيد بن أوس بن ثابت بن العتيك بن حرام بن محمود بن رفاعة بن بشر بن الضيف بن الأحمر بن القيطوم بن عارم بن ثعلبة بن حارثة الأنصاري: نحوي لغوي بصري. له كتب كثيرة ونوادر في اللغة مشهورة. توفي "٢١٥هـ" خمس عشرة ومائتين عن أربع وتسعين سنة. "ينظر ترجمته في: طبقات النحويين واللغويين: ١٦٥, ١٦٦".
٢ حكاه ابن فارس في المجمل "عند": ٦٣٣.
٣ في "هـ": منه.
٤ في الأصل: عندد. وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
٥ في الأصل: ليلتحق. وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
٦ الجندل: الجنادل. وقيل: المكان الغليظ فيه حجارة. "اللسان: جندل ١/ ٦٩٩".
٧ وقيل: العُلَبِط القطيع من الغنم "اللسان: علبط: ٤/ ٣٠٦٤, ٣٠٦٥".
٨ وقيل: الهُدَبِد: الصمغ الذي يسيل من الشجر أسود "السابق: هدبد" ٦/ ٤٦٣٠.
٩ في "ق": باستقراء. وكذا في "هـ".
١٠ لفظة "في" ساقطة من "هـ".
١١ في "هـ": متوالية.

<<  <  ج: ص:  >  >>