للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن أجل أن فَعُل -بضم العين- لأفعال الغريزة لا يكون إلا لازما؛ لأنه لا يقتضي معناه تعلقه بالمفعول، بل يختص بالفاعل.

[والمراد بأفعال الطبائع: أفعال طُبِعَ الفاعل عليها. والمراد بنحوها أفعال لم يطبع الفاعل عليها لكن صارت ملكة له بالتكرار والتكلف حتى صارت كأفعال الطبائع فيكون الواحد نحو: كَرُمَ، مثلا بالنسبة إلى شخص يكون من أفعال الطبائع، وبالنسبة إلى شخص آخر لا يكون من أفعال الطبائع] ١.

قوله: "وشذ: رَحُبَتْكَ الدار"٢ جواب عن سؤال مقدّر، وتقدير السؤال أن ما ذكرتم منقوض بـ"رَحُبَتْكَ الدار" فإن "رَحُبَتْ" فَعُل، مع أنه متعد إلى المفعول الذي هو الكاف. وأجاب عنه بأنه شاذ في استعماله متعديا، ثم بيّن أنه ليس بمتعدٍّ في الحقيقة؛ لأن أصله: رَحُبَتْ بك "الدار"٣؛ فلما كثر استعماله حذفوا الياء تخفيفا٤.


١ ما بين المعقوفتين بتمامة ساقط من "ق".
٢ زاد في الأصل، "ق"، عبارة إلى آخره". والأنسب حذفها كما في "هـ"؛ إذ لا حاجة إليها.
٣ الدار: إضافة من "هـ".
٤ في اللسان: "وكلمة شاذة تحكى عن نصر بن سَيار: أَرَحُبَكُمُ الدخول في طاعة ابن الكِرْمانِيّ؟ أي: أوَسِعَكُم؛ فَعُدِّي "فَعُلَ" وليست متعدية عند النحويين، إلا أن أبا علي الفارسي حكى أن هُذيلا تعدّيها إذا كانت قابلة للتعدي بمعناها، كقوله:
ولم تُبصر العين فيها كِلابا
قال في الصحاح: لم يجئ في الصحيح "فَعُل" بضم العين، متعديا، غير هذا" "رحب: ١/ ١٣٥". وقد حكى الجوهري كلمة نصر بن سيار عن الخليل "ينظر المصدر السابق".
واعترض الرضي على إجابة ابن الحاجب ههنا، وقال: "والأولى أن يقال: إنما عُدّي لتضمنه معنى وَسَع؛ أي: وَسِعَتْكم الدار. وقول المصنف: "أي: رَحُبَتْ بك" فيه تعسف لا معنى له" "شرح الشافية: ١/ ٧٥, ٧٦".

<<  <  ج: ص:  >  >>